12 Min.

براندو‪ن‬ Khawla Art & Culture’s Podcast

    • Bildende Kunst

لم يخرج براندون من جزيرته كزائر منذ ما يقارب العشرين عاما وها نحن نحضى بزيارته الفريدة من نوعها . براندون ذلك الجندي الانجليزي الذي وطأت اقدامه هذه الجزيره قبل خمسين عاما عندما أتاها سائحا باحثا عن الحرية الروحية بعد ما قاساه من حروب.. من على ظهر مدرعة الجيش التي تقله للمطار عائدا لاوطانه تهب عليه نسمة أحيت صدره المثقل بالهموم.. أحسّ أنّ هذه النسمة هي ما يتوق اليه.. وتهبُّ عليه توأمُ تلك النسمة على شواطئ سيشل وبالأخص جزيرة ماهي.. يذهب لشواطئها.. فيدنو منه على شاطئها ذلك الطفل السيشيلي قائلاً : أنت تريد أن تمتلك جزيرة في سيشل؟ أجبته بقصد الدعابة نعم كيف عرفت وكان جوابي عن طريق الدعابة وليس غير. قال هلم بنا أخذك لجزيرتك.. وها هو يأخذني كما كان يحدثنا وجهاً لوجه بقاربه الصغير الى مويين.. وأضع عليها قدمي وتهب علي تلك النسمة التي زارتني في أيامي السابقة، وأنا جندي حالم بالحرية.. استنشقتها وقلت: هذي هي جزيرتي سأتملّكها يوماً ما.. وبالفعل إشتريتها من صاحبها.. وعشت مع صديقي تشارلي الذي شاركني كل هواياتي وحرث الأرض معي وزرعها.. عشت عمراً جميلاً وما زلت أعيشه.. لم أحس يوماً بالوحدة إلا عندما كنت أنام وانا جندي في المعسكرات وحيدا حين يذهب الرفاق في نهاية الأسبوع إلى ذويهم.. أما في جزيرة مويي فأنا محاط بالطبيعة التي تحاكيني وأحاكيها..
وبالسلاحف المائة وخمسة وعشرون سلحفاة أكبرها سناً عمرها يضاهي السبعين عاماً.. وهي مصدر رزقي من الزوّار السائحين الذين يأتون لمشاهدتها ولقائي.. يبلغ من العمر السابعة والثمانين... قوامه مازال منصوباً به من الشموخ والكفاح..ولو أن أعوجاج الكِبَر قد زار ظهره.. كان يمشي الهوينى و لكأنه يحسب خطاه.. لفتت انتباهي أصابعه الطويلة، ضِعف الطول الحقيقي لحجم يده وهي متجمدة أطرافها، وكأنها أطراف مِعوَل استخدمه الدهر لحرث أرض جزيرته مويين، التي غرس فيها كما قال لنا اثنتي عشر ألف نبتة ..حيث انها كانت عبارة عن جزيرة شبه قاحلة من البشر والنبات... هابني كِبرُ أقدامهِ التي تضاعف الحجم الطبيعي للبشر وقد بدت أصابعه منفرجة عن بعضها لشدة ما أستخدمها حافية للتشبث بتراب الأرض الوعرة التي هي منه وهو منها.. اما أصابعه الثلاثة الأخيرة في القدم فقد بدت ملتحمة مع بعضها فكونت جلداً ملتصقاً كأنه جناح وطاويط السيشل.. براندون يبدأ حديثه وهو في غاية اللباقة والذوق الرفيع.. يبدأ حديثه بعدما حييته نيابة عن الرفاق، وطلبت منه الحديث عن نفسه.. كان يقطع الحديث وينتقل من حديث لآخر دون أن اقاطعه، ليسترسل في وصفه وذاكرته الخصبة المليئة بالذكريات.. قال: عندي شجرة مانجو زرعتها السيدة(ماري ) التي كانت تملك الجزيرة ق

لم يخرج براندون من جزيرته كزائر منذ ما يقارب العشرين عاما وها نحن نحضى بزيارته الفريدة من نوعها . براندون ذلك الجندي الانجليزي الذي وطأت اقدامه هذه الجزيره قبل خمسين عاما عندما أتاها سائحا باحثا عن الحرية الروحية بعد ما قاساه من حروب.. من على ظهر مدرعة الجيش التي تقله للمطار عائدا لاوطانه تهب عليه نسمة أحيت صدره المثقل بالهموم.. أحسّ أنّ هذه النسمة هي ما يتوق اليه.. وتهبُّ عليه توأمُ تلك النسمة على شواطئ سيشل وبالأخص جزيرة ماهي.. يذهب لشواطئها.. فيدنو منه على شاطئها ذلك الطفل السيشيلي قائلاً : أنت تريد أن تمتلك جزيرة في سيشل؟ أجبته بقصد الدعابة نعم كيف عرفت وكان جوابي عن طريق الدعابة وليس غير. قال هلم بنا أخذك لجزيرتك.. وها هو يأخذني كما كان يحدثنا وجهاً لوجه بقاربه الصغير الى مويين.. وأضع عليها قدمي وتهب علي تلك النسمة التي زارتني في أيامي السابقة، وأنا جندي حالم بالحرية.. استنشقتها وقلت: هذي هي جزيرتي سأتملّكها يوماً ما.. وبالفعل إشتريتها من صاحبها.. وعشت مع صديقي تشارلي الذي شاركني كل هواياتي وحرث الأرض معي وزرعها.. عشت عمراً جميلاً وما زلت أعيشه.. لم أحس يوماً بالوحدة إلا عندما كنت أنام وانا جندي في المعسكرات وحيدا حين يذهب الرفاق في نهاية الأسبوع إلى ذويهم.. أما في جزيرة مويي فأنا محاط بالطبيعة التي تحاكيني وأحاكيها..
وبالسلاحف المائة وخمسة وعشرون سلحفاة أكبرها سناً عمرها يضاهي السبعين عاماً.. وهي مصدر رزقي من الزوّار السائحين الذين يأتون لمشاهدتها ولقائي.. يبلغ من العمر السابعة والثمانين... قوامه مازال منصوباً به من الشموخ والكفاح..ولو أن أعوجاج الكِبَر قد زار ظهره.. كان يمشي الهوينى و لكأنه يحسب خطاه.. لفتت انتباهي أصابعه الطويلة، ضِعف الطول الحقيقي لحجم يده وهي متجمدة أطرافها، وكأنها أطراف مِعوَل استخدمه الدهر لحرث أرض جزيرته مويين، التي غرس فيها كما قال لنا اثنتي عشر ألف نبتة ..حيث انها كانت عبارة عن جزيرة شبه قاحلة من البشر والنبات... هابني كِبرُ أقدامهِ التي تضاعف الحجم الطبيعي للبشر وقد بدت أصابعه منفرجة عن بعضها لشدة ما أستخدمها حافية للتشبث بتراب الأرض الوعرة التي هي منه وهو منها.. اما أصابعه الثلاثة الأخيرة في القدم فقد بدت ملتحمة مع بعضها فكونت جلداً ملتصقاً كأنه جناح وطاويط السيشل.. براندون يبدأ حديثه وهو في غاية اللباقة والذوق الرفيع.. يبدأ حديثه بعدما حييته نيابة عن الرفاق، وطلبت منه الحديث عن نفسه.. كان يقطع الحديث وينتقل من حديث لآخر دون أن اقاطعه، ليسترسل في وصفه وذاكرته الخصبة المليئة بالذكريات.. قال: عندي شجرة مانجو زرعتها السيدة(ماري ) التي كانت تملك الجزيرة ق

12 Min.