45 min

فائدة 9 : الإيمان والصحة النفسية، طمأنينة النفس، الرض‪ى‬ نفس - Nafs

    • Mental Health

" فرِّغ خاطرك لِلِهَمِّ بما أمرت به, ولا تشغله بما ضمن لك، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان, فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا, وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه, فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه. فهكذا الرب -سبحانه- لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له, وليس ذلك لغير المؤمن, فإنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضي له به, ليعطيه الحظ الأعلى النفيس, والعبد لجهله بمصالح نفسه, وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه, لا يعرف التفاوت بين ما منع منه, وبين ما ذخر له, بل هو مولع بحب العاجل وان كان دنيئا, وبقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا, ولو أنصف العبد ربه -وأنى له بذلك- لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك, فما منعه إلا ليعطيه, ولا ابتلاه إلا ليعافيه, ولا امتحنه إلا ليصافيه, ولا أماته إلا ليحييه, ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه, وليسلك الطريق الموصلة إليه, فجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا, وأبى الظالمون إلا كفورا, والله المستعان."

- ابن قيم الجوزية

" فرِّغ خاطرك لِلِهَمِّ بما أمرت به, ولا تشغله بما ضمن لك، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان, فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا, وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه, فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه. فهكذا الرب -سبحانه- لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له, وليس ذلك لغير المؤمن, فإنه يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ولا يرضي له به, ليعطيه الحظ الأعلى النفيس, والعبد لجهله بمصالح نفسه, وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه, لا يعرف التفاوت بين ما منع منه, وبين ما ذخر له, بل هو مولع بحب العاجل وان كان دنيئا, وبقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا, ولو أنصف العبد ربه -وأنى له بذلك- لعلم أن فضله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك, فما منعه إلا ليعطيه, ولا ابتلاه إلا ليعافيه, ولا امتحنه إلا ليصافيه, ولا أماته إلا ليحييه, ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه, وليسلك الطريق الموصلة إليه, فجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا, وأبى الظالمون إلا كفورا, والله المستعان."

- ابن قيم الجوزية

45 min