بودكاست خير جلي‪س‬ بودكاست خير جليس

تاريخ الإنسانية هو تاريخ الخوف من الأفكار. في أي مجتمع من المجتمعات القديمة أو الحديثة هناك أناس يحذرون من كل اختراعٍ أو فكرة تخرج وتظهر للنور. نذكر جميعا حين اختُرِعت الصحافة المطبوعة كانت هناك دعوات تحذر من فقدان الهالة المميزة وتهدد باختفاء الهُوِيَّة والخصوصية، مقارَنةً بالوثائق الشخصية التي كان يخطُّها الرهبان بأيديهم. وحين اخترعت السكة الحديدية اعتبرها البعض تهديدًا للروح البشرية، ونفس الشيء بالنسبة للهاتف الذي ننعم فيه اليوم بالتواصل فقد قُوبِل بكثير من التشكُّك؛ إذ قالوا لم يَعُدِ الناس بحاجةٍ إلى مغادرة منازلهم، وسيؤدي ذلك إلى أن يصِيروا وحيدين ومنعزلين. على هذا الأساس ظهر كتاب ماكينة الأفكار لناديا سنتزلر وشركة برين ستور الخاصة بها والتي يوجد فيها متخصِّصون في احتضان الأفكار ورعايتها.

يخوض الإنسان رحلة هذه الحياة وهو مشدود إلى مجموعة من التطلعات والآمال التي يحييها فيه سعيه الدؤوب إلى أن يطور من ذاته، ويحقق ما يصبو إليه من الأهداف والغايات. لكن لكل رحلة عقبات، ولا شك أن عقبات الحياة تختفي وراء الأقدار تارة، وبالأخطار تارة أخرى. وبين هذا وذاك تستمر رحلة التيه إذا لم يستطع الإنسان أن يوجه التوجيه السليم حتى يرسو على ميناء السلام، وبر الأمان. إن الحياة تشبه سفينة تخوض صراعا مع أمواج متلاطمة، لهذا جاء كتاب مناهج الحياة ليرشد السائرين في سبيل الحياة وهم يجهلون ما يستوقفهم من العقبات، ويعرقلهم من العثرات، لعله يعلمهم بعضا مما جهلوا، ويوفر لهم السلامة من صعوبات هذه الحياة.

بصفتنا كائنات إنسانية غارقة في التفكير الافتراضي نميل دوما إلى البحث عن حلول فورية للمشاكل غير المريحة، والعوائق التي تواجهنا بها طبيعة هذه الحياة. كما أننا نجعل أولويتنا دوما هي تحقيق المكاسب الفورية لنسقط في فخ النجاحات والإخفاقات اللحظية. هذا الواقع الافتراضي قد ينجح معنا على المدى القصير، لكن مشكلته هو أننا عندما نريد أن نجعل منه استراتيجية عمل على المدى الأبعد نصاب بالخيبة فنتراجع أو نكسل. هنا يأتي كتاب اللعبة التي لا تنتهي لسايمون سينك ليحررنا من العقلية الافتراضية لعلنا نبني عالما يستيقظ فيه الغالبية العظمى كل صباح في إحساس بالأمان والحب والإبداع. أي أن تتحول عقلياتنا الافتراضية إلى عقليات طويلة الأمد تنتشلنا من واقعنا فتحوله إلى واقع ملائم لكثير من احتياجاتنا البشرية حتى نشعر بالأمن والأمان، والمساهمة في بلورة تصورات تؤمّن معيشتنا كأفراد وجماعات.

من المواضيع المثيرة للنقاش في العالم المعاصر وتحديدا في وقتنا الحالي حيث سيادة وسائط التواصل الاجتماعي، وتقنيات
التكنولوجيا المتطورة نجد موضوع التربية، خاصة تربية الأطفال بما يضمن حصول المجتمع على ناشئة قوامها الاعتدال والتوسط. هنا يأتي كتاب " الكتاب الذي تتمنى لو قرأه أبواك " لیتحدث كما تؤكد صاحبته فيليبا بيري عن بناء العلاقات مع أطفالنا، وعوائق التواصل الجید، والطرق الممكنة لتعزیز ھذا التواصل. كما یناقش هذا الكتاب َ طرق نشأتنا وتأثیر ذلك في الطریقة التي نربّي بھا أطفالنا، والأخطاء التي نرتكبھا خاصة تلك التي حاولنا جاھدین تفادیھا وكیفیة معالجتھا. فما هي أهم أفكار هذا الكتاب؟ وما هي السبل الكفيلة للحصول على تربية سليمة لأبنائنا؟ ذلك ما يعدنا به ملخص هذا الكتاب.

الإنسان في هذه الحياة دوما يطرح تساؤلات لا نهائية عن كل ما يحقق رغبتنا في معرفة كل شيء. ربما هي طبيعتنا التي نختلف بها
عن باقي المخلوقات التي تحركها الغرائز والبيولوجيا. ووسط هذا الفضاء المليء بالتساؤلات يندرج كتاب اسأل تعط، ذلك الكتاب الذي يعنى بالأسئلة التي يجاب عنها من مصدر كل شيء. كما أنه كتاب في علم المصطلحات حيث يقدم لنا الصيغة العملية حول كيف نسأل عن شيء، ثم كيف نتلقاه أيا ما كان هذا الشيء، أو طريقة تعاملنا معه أو تملكنا له. والمؤكد من كل هذا هو أن هذا الكتاب منهاج مجرب في عملية روحية، وهو عبارة عن خريطة طريق إلى كيف يكون الإنسان وكيف يتشكل داخل هذه الحياة، كما يقدم فيه وصفات مجربة للطرق التي يجب أن ينزاح عنها الإنسان في تملكه للأشياء.

قارة آسيا ليست فقط منطقة جغرافية بحدود تاريخية معروفة. إنها أكثر من ذلك بكثير حينما توقع كبار الاقتصاديون من زمن طويل أنها القارة التي ستتصدر عرش القارات مستقبلا، ولقد أكد على ذلك نابليون بونابارت وهو يتحدث عن الصين:" دعوها تغط في سبات عميق، فلو استيقظت فسترج العالم بأسره ". هذا هو موضوع كتاب المستقبل آسيوي لصاحبه باراج خانا، الذي يوضح لنا أن الآسيويين يرون أنفسهم مجددا مركز العالم وقلبه النابض، ومحور مستقبله القادم. فيعيش في آسيا حوالي 60% من سكان العالم، أي عشر أضعاف سكان أوروبا وأثني عشر ضعف سكان أمريكا الشمالية. ويمثل الاقتصاد الآسيوي حوالي 50% من الناتج المحلي الأجمال العالمي وثلثي معدل النمو الاقتصادي العالمي. ولقد وجد أن تريليون دولار فقط من الثلاثين تريليون دولار قيمة النمو في استهلاك الطبقة الوسطى المقدرة بين عامي 2015 و2030 من المتوقع أن ينبع من الاقتصادات الغربية، وأن معظم المتبقي سيأتي من آسيا. كما أن آسيا تنتج وتصدر، وتستورد وتستهلك، سلعاً أكثر من أي منطقة أخرى.