3 min

002 : حكاية عجيبة في تعيين الشيخ الشعراوي في الأزهر الشري‪ف‬ ALMASTABA | المصطبة

    • Documentary

من كتاب "جمهرة علماء الأزهر" للدكتور أسامة السيد الأزهرييقول الشيخ الشعراوي : ( وأنا لن أنسى مآثر هذا الشيخ العظيم الذي تولى مشيخة الأزهر بعد ذلك فقد أتممت تعليمي بالكلية وهو شيخ لها وفي السنة النهائية جدَّ في حياتي ظرف سياسيٌّ لم أكن لأتأخر عنه فقد كنت وفديًّا محبًّا لرئيس الوفد مصطفى النحاس وسرُّ حبي له أنه كان أقرب السياسيين إلى الله ومن هنا نشأت علاقتي بالوفد .
وطلب مني عملاً سياسياً يستغرق وقت امتحان الشهادة العالمية وهي السنة النهائية في الكلية واستجبت له مع أن أبي غضب من تصرفي هذا إلا أنني أجلت دخول الامتحان إلى الدور الثاني بعد الانتهاء من الطلب السياسي الذي رغب فيه مصطفى النحاس وهو الذي قال لي : أجّل الامتحان للدور الثاني وقد كان .
ومن شكر نعمة الله على أني كنت طالباً ممدوحاً في العلم من شيوخي وزملائي ودخلت امتحان الدور الثاني وانتهى الامتحان يوم الخميس نهاية أسبوع العمل لكن في يوم السبت التالي ينتهي التقدم لامتحان الأزهر لخرجيه الراغبين في التدريس بمعاهده وكان امتحاناً يجري كل أربع سنوات ومعنى هذا أنني سأنتظر أربع سنوات بعد التخرج لأتقدم لهذا الامتحان الذي يتيح لي فرصة الوظيفة للتدريس في معاهد الأزهر .
وهنا أحسست بمحبة حقيقية من الشيخ حمروش لي وكنت وقتها في مكتبه لأمر ما وتذكَّر هو الحكاية فاتصل تليفونيا بفضيلة الأستاذ الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر طالباً منه تأجيل هذا الامتحان أسبوعاً ليتاح للطلاب الذين ينجحون في امتحان الدور الثاني دخول امتحان اختبار المدرسين فرفض شيخ الأزهر قائلاً له : إن الباقين للدور الثاني أولاد خايبين لا يصلحون للتدريس في المعاهد الأزهرية .
وفي هذه السنة كنا سبعة طلاب فقط في الدور الثاني منا من عنده ملحق في مادة أو مادتين أو ثلاث وليس بيننا من دخل الامتحان في جميع المواد سواي لأني لم أدخل امتحان الدور الأول وكان شيخ الكلية إبراهيم حمروش ندا لشيخ الأزهر إلا أن دأب الشيوخ يمنعهم أن يراجعوا شيخ الأزهر فيما يقول .
وانتهت المكالمة لكني سمعت الشيخ حمروش وهو يضع السماعة بعد انتهاء المكالمة يقول : ((ولو)) وعلى الفور جمع شيوخ الكلية وطلب منهم بطريقة لطيفة تصحيح أوراق الامتحان في اليوم نفسه قال لهم : (( من يحبني منكم يشترك في تصحيح أوراق الامتحان وإذا وافقتم قسموا الأوراق بينكم بالتساوي فإذا بقيت ورقة فليصحهها من يحبني أكثر )) .
كان عدد الأوراق محدداً لقلة عدد الطلاب وانتهى تصحيح الأوراق في مساء اليوم نفسه وأعد بيان النتيجة لكن النتيجة لا تعلن إلا بعد اعتمادها (( فلم تخرج)) من مكتب الشيخ إبراهيم حمروش حتى صباح السبت حيث حضر إلى مكتبه في التاسعة

من كتاب "جمهرة علماء الأزهر" للدكتور أسامة السيد الأزهرييقول الشيخ الشعراوي : ( وأنا لن أنسى مآثر هذا الشيخ العظيم الذي تولى مشيخة الأزهر بعد ذلك فقد أتممت تعليمي بالكلية وهو شيخ لها وفي السنة النهائية جدَّ في حياتي ظرف سياسيٌّ لم أكن لأتأخر عنه فقد كنت وفديًّا محبًّا لرئيس الوفد مصطفى النحاس وسرُّ حبي له أنه كان أقرب السياسيين إلى الله ومن هنا نشأت علاقتي بالوفد .
وطلب مني عملاً سياسياً يستغرق وقت امتحان الشهادة العالمية وهي السنة النهائية في الكلية واستجبت له مع أن أبي غضب من تصرفي هذا إلا أنني أجلت دخول الامتحان إلى الدور الثاني بعد الانتهاء من الطلب السياسي الذي رغب فيه مصطفى النحاس وهو الذي قال لي : أجّل الامتحان للدور الثاني وقد كان .
ومن شكر نعمة الله على أني كنت طالباً ممدوحاً في العلم من شيوخي وزملائي ودخلت امتحان الدور الثاني وانتهى الامتحان يوم الخميس نهاية أسبوع العمل لكن في يوم السبت التالي ينتهي التقدم لامتحان الأزهر لخرجيه الراغبين في التدريس بمعاهده وكان امتحاناً يجري كل أربع سنوات ومعنى هذا أنني سأنتظر أربع سنوات بعد التخرج لأتقدم لهذا الامتحان الذي يتيح لي فرصة الوظيفة للتدريس في معاهد الأزهر .
وهنا أحسست بمحبة حقيقية من الشيخ حمروش لي وكنت وقتها في مكتبه لأمر ما وتذكَّر هو الحكاية فاتصل تليفونيا بفضيلة الأستاذ الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر طالباً منه تأجيل هذا الامتحان أسبوعاً ليتاح للطلاب الذين ينجحون في امتحان الدور الثاني دخول امتحان اختبار المدرسين فرفض شيخ الأزهر قائلاً له : إن الباقين للدور الثاني أولاد خايبين لا يصلحون للتدريس في المعاهد الأزهرية .
وفي هذه السنة كنا سبعة طلاب فقط في الدور الثاني منا من عنده ملحق في مادة أو مادتين أو ثلاث وليس بيننا من دخل الامتحان في جميع المواد سواي لأني لم أدخل امتحان الدور الأول وكان شيخ الكلية إبراهيم حمروش ندا لشيخ الأزهر إلا أن دأب الشيوخ يمنعهم أن يراجعوا شيخ الأزهر فيما يقول .
وانتهت المكالمة لكني سمعت الشيخ حمروش وهو يضع السماعة بعد انتهاء المكالمة يقول : ((ولو)) وعلى الفور جمع شيوخ الكلية وطلب منهم بطريقة لطيفة تصحيح أوراق الامتحان في اليوم نفسه قال لهم : (( من يحبني منكم يشترك في تصحيح أوراق الامتحان وإذا وافقتم قسموا الأوراق بينكم بالتساوي فإذا بقيت ورقة فليصحهها من يحبني أكثر )) .
كان عدد الأوراق محدداً لقلة عدد الطلاب وانتهى تصحيح الأوراق في مساء اليوم نفسه وأعد بيان النتيجة لكن النتيجة لا تعلن إلا بعد اعتمادها (( فلم تخرج)) من مكتب الشيخ إبراهيم حمروش حتى صباح السبت حيث حضر إلى مكتبه في التاسعة

3 min