5 min

سأعيش رغم الداء والأعداء - أبو القاسم الشابي - بودكاست فيء من شع‪ر‬ فيء من شعر

    • Böcker

قصيدة جديدة من بودكاست فيء للشاعر أبو القاسم الشابي بعنوان "سأعيش رغم الداء والأعداء". إلقاء الشاعر: عبدالله سليم



استمع واستمتع بالشعر العربي الخالد عبر بودكاست فيء من شعر:

linktr.ee/Fay2Podcast



سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ

كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ



أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً

بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ



لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى

مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ



وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً

غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ



أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها

وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي



وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي

يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ



وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني

عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ



لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي

موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ



فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ

سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ



لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكا

وضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ



ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماً

بالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي



املأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى

وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ



وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقه

رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ



سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً

قيثارتي مترنِّماً بغنائي



أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ

في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ



النُّور في قلبي وبينَ جوانحي

فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ



إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي

أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ



وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُ

إلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ



أمَّا إِذا خمدت حياتي وانقضى

عُمُري وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي

قصيدة جديدة من بودكاست فيء للشاعر أبو القاسم الشابي بعنوان "سأعيش رغم الداء والأعداء". إلقاء الشاعر: عبدالله سليم



استمع واستمتع بالشعر العربي الخالد عبر بودكاست فيء من شعر:

linktr.ee/Fay2Podcast



سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ

كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ



أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً

بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ



لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى

مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ



وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً

غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ



أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها

وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي



وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي

يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ



وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني

عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ



لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي

موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ



فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ

سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ



لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكا

وضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ



ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماً

بالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي



املأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى

وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ



وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقه

رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ



سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً

قيثارتي مترنِّماً بغنائي



أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ

في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ



النُّور في قلبي وبينَ جوانحي

فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ



إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي

أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ



وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُ

إلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ



أمَّا إِذا خمدت حياتي وانقضى

عُمُري وأخرسَتِ المنيَّةُ نائي

5 min