4 min

ما هذا الجمال ‪!‬ الحزن خانة

    • Performing Arts

عيناي مريضتان، ورأسي مشوشة لحد بعيد، فأنا يدور بخاطري الآن مثلاً بيت شعر لأبي نواس، وحكاية عن بن الفارض، ورحلة بحار من الأطلسي إلى العثمانية البعيدة الأطراف، وإعراب سورة في المصحف، وبرد شتاء، وأغنية صاخبة، وأخرى هادئة، وفتاة مثلا، كلها في نفس اللحظة، كلها أشياء تزاحم رأسي، ورأسي تزاحم عيناي وأذناي، كلها أشياء، وكلها لا أستطيع تسميتها، فأنا لستُ بارعاً في تسمية الأشياء، ولا تسمية الشعور، ولأصدقك القول أنا لستُ بارعاً في أن أحكي أي شيء، كما أنني لستُ بارعاً في الاستماع لشيء، كل ما أبرع فيه هو البحث، والتساؤل ..
فمثلاً أنا الآن أبحثُ عن لفظة تجعلني أقول كم أنكِ جميلة، ولا أقولها حقيقة، فأنا أذكر جيداً أنني كنتُ أنظر في وجهكِ مباشرة وسرعان ما أشيح عنكِ أرى كل النساء قبيحات، بل أرى كل الأشياء قبيحة، وكل المحيط ذو طابع حزين، فأنتِ جميلة لدرجة أنني لو أردتُ أن أقوم برسمكِ سأرسم سراجاً منيراً، ولو أردتُ أن أحكي عنكِ سأكتب أنه في أحد الأيام في عالم ما حيث حوريات البحر حقيقية ويمكن رؤيتها رأي العين، ولو أردتُ أن أقول ما يجري، فأنا أشعر أنني في متحف للشمع، حيث كل شيء أجمل من الحقيقي، وأكثر واقعية، والأهم أن الناس يحاولون تحسس كل ما يرونه وكأنهم يتعجبون ! ويمر أحد المسؤولين كل دقيقة يهمس في آذانهم أنه "يمنع منعاً باتاً اللمس من أي نوع، حتى لو كان الفضول يقتلكم" ..
لربما أنتِ كتلك الدمى التي يستخدمها الدجالين، هذا سحر بكل تأكيد، عيناكِ أسحر من بابل القديمة، عيناكِ تتألّه ! وأنا عابد خاشع، عيناكِ حين أنظرهما أشعر بقدماي تغوص في الأرض، وشعري يشيب، والملابس على جسدي تتسع وتحتوي جسدين على الأقل، عيناكِ معجزة أخفاها الله حتى تُرى في زمن الضلال، عيناكِ أول معجزة لا تنزل على نبي، وآخر معجزة يراها البشر، عيناكِ سحر، لا تبطله سورة الفلق ..
أنتِ الخير كل الخير في البعد عنكِ، فأنتِ تصيبينني بكل التساؤل، رغم كونكِ لستِ بهذا الذكاء ..
في المرة القادمة لربما سأحاول أن اسألكِ سؤالاً واضحاً لأحصل على تفسير ما يروي ظمأ رأسي، كأن أقول لكِ: "ما هذا الجمال ؟" وأنا هنا لا أتغزل فيكِ إطلاقاً، أنا اسأل وأريد جواباً مقنعاً ..
ما هذا الجمال ؟

عيناي مريضتان، ورأسي مشوشة لحد بعيد، فأنا يدور بخاطري الآن مثلاً بيت شعر لأبي نواس، وحكاية عن بن الفارض، ورحلة بحار من الأطلسي إلى العثمانية البعيدة الأطراف، وإعراب سورة في المصحف، وبرد شتاء، وأغنية صاخبة، وأخرى هادئة، وفتاة مثلا، كلها في نفس اللحظة، كلها أشياء تزاحم رأسي، ورأسي تزاحم عيناي وأذناي، كلها أشياء، وكلها لا أستطيع تسميتها، فأنا لستُ بارعاً في تسمية الأشياء، ولا تسمية الشعور، ولأصدقك القول أنا لستُ بارعاً في أن أحكي أي شيء، كما أنني لستُ بارعاً في الاستماع لشيء، كل ما أبرع فيه هو البحث، والتساؤل ..
فمثلاً أنا الآن أبحثُ عن لفظة تجعلني أقول كم أنكِ جميلة، ولا أقولها حقيقة، فأنا أذكر جيداً أنني كنتُ أنظر في وجهكِ مباشرة وسرعان ما أشيح عنكِ أرى كل النساء قبيحات، بل أرى كل الأشياء قبيحة، وكل المحيط ذو طابع حزين، فأنتِ جميلة لدرجة أنني لو أردتُ أن أقوم برسمكِ سأرسم سراجاً منيراً، ولو أردتُ أن أحكي عنكِ سأكتب أنه في أحد الأيام في عالم ما حيث حوريات البحر حقيقية ويمكن رؤيتها رأي العين، ولو أردتُ أن أقول ما يجري، فأنا أشعر أنني في متحف للشمع، حيث كل شيء أجمل من الحقيقي، وأكثر واقعية، والأهم أن الناس يحاولون تحسس كل ما يرونه وكأنهم يتعجبون ! ويمر أحد المسؤولين كل دقيقة يهمس في آذانهم أنه "يمنع منعاً باتاً اللمس من أي نوع، حتى لو كان الفضول يقتلكم" ..
لربما أنتِ كتلك الدمى التي يستخدمها الدجالين، هذا سحر بكل تأكيد، عيناكِ أسحر من بابل القديمة، عيناكِ تتألّه ! وأنا عابد خاشع، عيناكِ حين أنظرهما أشعر بقدماي تغوص في الأرض، وشعري يشيب، والملابس على جسدي تتسع وتحتوي جسدين على الأقل، عيناكِ معجزة أخفاها الله حتى تُرى في زمن الضلال، عيناكِ أول معجزة لا تنزل على نبي، وآخر معجزة يراها البشر، عيناكِ سحر، لا تبطله سورة الفلق ..
أنتِ الخير كل الخير في البعد عنكِ، فأنتِ تصيبينني بكل التساؤل، رغم كونكِ لستِ بهذا الذكاء ..
في المرة القادمة لربما سأحاول أن اسألكِ سؤالاً واضحاً لأحصل على تفسير ما يروي ظمأ رأسي، كأن أقول لكِ: "ما هذا الجمال ؟" وأنا هنا لا أتغزل فيكِ إطلاقاً، أنا اسأل وأريد جواباً مقنعاً ..
ما هذا الجمال ؟

4 min