العلوم الحقيقية - Real Sciences

العلوم الحقيقية
العلوم الحقيقية - Real Sciences

Interviews with scientists and skeptics; and book reviews - لقاءات مع علماء ومشككين وقراءات في كتب علمية

  1. 25 MAR

    علم الآثار والذكاء الاصطناعي وأبحاث مغناطيسية الأرض والحمض النووي مع د. مارك الطويل

    في هذه الحلقة من بودكاست العلوم الحقيقية يأخذنا الدكتور مارك الطويل في رحلة الى علم الآثار وآخر التقنيات المستخدمة فيه والوسائل العلمية الداخلة في البحث الآثاري اليوم. الدكتور مارك الطويل هو أستاذ علم آثار الشرق الأدنى وعلم البيانات الاركيولوجي، علم البيانات المختص بعلم الآثار في جامعة يو سي ال (كلية لندن الجامعية). في هذا اللقاء يشرح الدكتور مارك الطويل عن أهم الأبحاث التي يعمل عليها ثم يشرح عن استخدام مغناطيسية الأرض في تقدير التواريخ وهو آخر بحث عمل عليه. كما يشرح لنا عن أبحاث استخدام الأرض والتقنيات المستخدمة فيها. نتحدث أيضاً عن العلاقة بين العلم وعلم الآثار اليوم وعن بحوث الحمض النووي واستخدام الذكاء الاصطناعي ونختم بالحديث عن العلوم الزائفة في علم الآثار. نص اللقاء كما نشرناه في مجلة العلوم الحقيقية العدد 61: أحب أن اسألكم في البداية عن نبذة عنكم وأهم الاكتشافات التي مررتم بها وما ترونه أكثر تشويقاً واهتماماً بمسيرتكم البحثية. هناك الكثير من الدراسات التي نهتم بها حالياً. شخصياً، دَرست قبل فترة مغناطيسية العالم (magnetic earth) وهي دراسة نعتبرها مهمة جداً لأنها تعطينا دليل على الفترات الزمنية وكيف تتسلسل الأحداث وفقها. مثلاً، حتى الآن لا نعرف متى كانت تحديداً حقبة أحد الملوك سابقاً. هناك تسلسل زمني يقسم إلى أنواع منه ما يعرف بالـ (low chronology) (أي التسلسل الزمني المنخفض) وهناك ما يُعرف بالتسلسل الزمني المتوسط (middle chronology) وهناك أيضاً التسلسل الزمني المرتفع (high chronology). حالياً لا نعلم أي من هذه التسلسلات هو الأكثر صحة لكن مع دراسة مغناطيسية العالم استطعنا تحديد أيها أكثر صحة والذي كان التسلسل الزمني المنخفض. دراسات البيئة القديمة هي من الدراسات التي أراها ايضاً شديدة الأهمية. وهناك دراسات لما نسميه (Speleothem) (تعرف بالعربية بالإرساب المتدلي) وهي المتعلقات الحجرية في الكهوف. دراسة النظائر (isotopes) هي مجال آخر مهم. وأيضاً دراسات الحمض النووي تعد مهمة جداً والتي تفيد في دراسة أصول الشعوب. لا نعرف مثلاً ما هو أصل العرب اليوم أو أصول الشعوب التي تقطن في العراق اليوم. حتى الآن تعد قواعد البيانات المعنية بهذا الأمر ضعيفة جداً بالنسبة للعراق وهو أمر نهدف لدراسته. تعرف الدراسة بدراسة الحمض النووي القديم أو (ancient DNA). حتى الآن يعد هذا الأمر غير معروف بما يكفي لكن بدراساتنا ودراسات آخرين نأمل أن ننجح في زيادة المعلومات في هذا المجال ليكون من الواضح ما هي أصول سكان وادي الرافدين ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. دراسة مغناطيسية الأرض هل من الممكن أن نعود إلى موضوع مغناطيسية الأرض، شخصياً وربما جمهورنا أيضاً قد يكونون مهتمين بهذا المجال. يبدو هذا وكأنه أحد المجالات الثمينة التي تربط بين التاريخ والعلم، أو مجال علمي لدراسة التاريخ. صحيح. هناك قطع من الآجر ورد عليها ذكر أسماء الملوك مثل حمورابي أو غيره من الملوك القدماء. وقد يرد أن أحد الملوك قد عاش أو حكم لعشرين سنة، لكن متى كانت تلك العشرين سنة؟ هذا الشيء غير واضح وغير مثبت. ما فعلناه بدراسة مغناطيسية الأرض هو أننا ثبتنا تلك الفترات فعلياً. مثلاً لنقل أن هناك حدث في الألف الثالث قبل الميلاد، سيطر الأكديون في تلك الفترة على العراق لفترة تمتد تقريباً من 2500 أو 2400 ق.م إلى 2300 ق.م لكن ما هي الفترة التي حكموا فيها بالتحديد؟ لم نكن نعرف ذلك حتى حددنا ذلك بدراسة المغناطيسية عبر قطع الآجر من تلك الحقبة. قمنا بتحديد تواريخ قطع الآجر وثبتنا الفترة بالتحديد. الهدف من ذلك كان لتوضيح الفترة الزمنية بدقة، أما قبل ذلك فلم نكن نعرف أي التسلسلات الزمنية هو الأكثر صواباً، ولكن بعد هذه الدراسة أثبتنا أن التسلسل الزمني المنخفض يمتلك الاحتمال الأكبر لأن يكون الأصح والأقرب للتاريخ الذي يقاس بمغناطيسية العالم. تتغير مغناطيسية العالم كل فترة، ربما كل 50 سنة أو كل 100 سنة. وحيث أن لدينا تلك التغيرات في الطابوق – قطع الآجر المشار لها – نستطيع تأكيد الفترات بدقة. في دراسة المغناطيسية نحتاج إلى قطع أثرية كالطابوق والآجر والفخار التي تضم قطعاً من الحديد. يحتوي الحديد بدوره على دليل على التغيرات المغناطيسية. وحيث نأخذ عينات من الحديد في تلك القطعة نستطيع أن نعرف بالضبط متى حدث. هل نفهم أن الدراسة تتم على جزيئات الحديد الموجودة ضمن قطعة من الآجر؟ نعم، هناك قطع شديدة الصغر بكميات صغيرة جداً في الآجر أو الفخار. ونحن ندرس تلك العينات الصغيرة ونجري فحوصاً عليها لنعرف كيف كانت مغناطيسية الأرض في ذلك الحين من خلال اتجاه قطع الحديد.

    41 min
  2. 09/09/2023

    كتاب شرح الوعي لدانييل دينيت: وعي الزمن، تعريف الوعي، ودحض للمسرح الكارتيزي

    في هذه الحلقة من البودكاست نقدم قراءة في الفصول الست الأولى من كتاب دانييل دينيت (Daniel Dennett) شرح الوعي (Consciousness Explained) الذي كتبه عام 1993 ومنذ ذلك الحين يعد الكتاب أحد أشهر الكتب التي تغطي مجالات عديدة في علم الأعصاب وفلسفة علم الأعصاب والفلسفة بشكل عام. يستحق الكتاب أن يجزء الى عدة قراءات ومقالات نظراً لثراء المعلومات وعمقها وتعقيدها أحياناً وهذا ما فعلناه. سيتم نشر نص هذا البودكاست في العدد القادم للمجلة كما سيتم نشر النص بشكل مقالات في الموقع في وقت لاحق من الشهر القادم (سبتمبر 2023). رحلة ممتعة مع أحد أعمق الكتب في علم الأعصاب والذي سيغطي اسئلة غريبة جداً مثل: كيف نعلم أننا لا نعيش في محاكاة؟ ما الفرق بين الحب والزلزال؟ هل هناك نقطة نهاية للوعي يمكن أن ندرك الشيء حين يبلغها في الدماغ؟ هل تسائلت لماذا قد تقود السيارة دون أن تعلم أنك كنت تقود؟ أو لماذا لم تنتبه الى صوت الساعة حتى توقفت؟ كيف ندرك الزمن؟ الرابط في الموقع: https://real-sciences.com/?p=257820 لقراءة المقال: https://real-sciences.com/?p=258252 جوجل بودكاست آبل بودكاست سبوتيفاي

    32 min
  3. 13/08/2023

    كتاب حاسة الرقم: كيف يصنع العقل الرياضيات

    حاسة الرقم: كيف يصنع العقل الرياضيات. عنوان الكتاب بالانجليزية: The Number Sense: How the Mind Creates Mathematics المؤلف هو البروفيسور ستانيسلاس ديهين الذي يشغل منصب رئيس قسم علم النفس التجريبي الادراكي في كلية فرنسا (كوليج دو فرانس) بباريس حالياً وصاحب كتب أخرى كثيرة في العلوم الإدراكية. سنمر على أفكار عديدة من الكتاب ولا تغطي قراءتنا فيه بالضرورة تسلسل وتغطية لكل ما ورد في الكتاب. سيتم نشر نص البودكاست في العدد القادم لمجلة العلوم الحقيقية. رابط يوتيوب: https://youtu.be/8vYgf2Crilw رابط الموقع: https://real-sciences.com/?p=257393 جوجل بودكاست ابل بودكاست سبوتيفاي نص البودكاست: سنمر على أفكار عديدة من الكتاب ولا تغطي قراءتنا فيه بالضرورة تسلسل وتغطية لكل ما ورد في الكتاب.  الإرث الذي أخذناه من أسلافنا في المملكة الحيوانية يعد أمراً مميزاً في الكتاب. هل كنت تعلم أن الجرذان مثلاً تمتلك تمثيلاً تجريدياً للأرقام؟ يعني ذلك أن إدراكها للحساب ليس فقط حسياً وقائماً على تكرار المشاهدات بل تمتلك تمثلاً معيناً للأرقام. كيف فهم العلماء ذلك؟ في العادة تقوم التجارب على ربط ومضتين أو صوتين مثلاً بالرقم اثنان، أو بربط زر معين يضغطه الحيوان ليحصل على مكافأة. وهنا قام رسل تشرتش (Russel Church) وورين ميك (Warren Meck) بتغيير طبيعة الإشارة الحسية فمثلاً بدلاً من ربط الرقم اثنان مع الزر الواقع على جهة اليمين، أو بأربعة ومضات من الضوء فقد قاموا بعكس ذلك لفترة ما. والمفاجئة أن الجرذان أدركت مرة أخرى ما يرتبط باثنان أو أربعة. مما يدل على أن إدراك الجرذان للرقم اثنان وأربعة لا يقترن بالتجربة الحسية بل له ترميز معين.  غير أن عقول الحيوانات لا تستوعب الأرقام بالطريقة الدقيقة التي نمثل فيها الأرقام بالرموز الكثيرة التي نعرفها من آلاف وملايين. حتى نحن لا نستطيع أن نستوعبها كما هي ممثلة بنظام الأعداد. ما يحدث هو أن أذهاننا كسائر الحيوانات الأخرى القادرة على ذلك، تستطيع تمييز الأرقام البسيطة مثل 1، 2 أو 3 بشكل حاسم وسريع، لكن حينما يكبر الرقم فإن ما يستطيع الدماغ فعله هو تمييز الكميات بشكل ضبابي، فمثلاً يمكن للحمامة أو الفأر تمييز أن 45 أكبر من 20، لكن لا يمكنهما ولا يمكن حتى للإنسان أن يميز لوهلة بأن 49 أصغر من 50، لاسيما حين تكون ممثلة بعدد من الأجسام.  لكن لماذا تمتلك الحيوانات مهارات الحساب تلك؟ السبب أن ذلك يمثل ميزة للبقاء. الكلب الجائع القادر على تمييز أن الطبق الكامل أكبر من نصف الطبق سيستطيع الحصول على كمية أكبر من الغذاء. والسنجاب الذي يدرك أن كومة تتكون من أربع قطع جوز هي أكبر من جوزتين سيحصل على كمية أكبر من الغذاء أيضاً.  الآليات العصبية لإدراك الأرقام لم تفهم في الإنسان فحسب بل أيضاً في الحيوانات. ريتشارد ثومبسون (Richard Thompson) عالم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا سجل لأول مرة في الستينات نشاط عصبونات معينة في قشرة دماغ القطط حينما كانت القطة تشاهد ومضات من الضوء بعدد معين أو تسمع أصواتاً بعدد معين. أحد تلك العصبونات مثلاً أظهر إشارة بعد حصول ست إشارات سواء كانت ومضات للضياء أو أصوات قصيرة أو أصوات طويلة.  لا يختلف الأمر كثيراً لدى أطفال البشر فإذا زاد العدد قلت الدقة. ففي تجربة أجريت عام 1967 على يد كل من ميهلير وبيفير وضعوا فيها صفين من قطع حلوى ام اند ام بأربع قطع لكل صف، لكن حين قاموا بتقصير أحد الصفين ووضع قطعتين اضافيتين كان الأطفال بعمر ثلاثة إلى أربعة سنوات يفضلون الصف الآخر الذي يبدو أطول رغم أن فيه أربعة قطع فقط. مما يشير إلى أن الأطفال فهموا حس الحجم والمساحة ولم يفهموا العدد. بالمقابل فإن الأطفال بحسب تجربة أخرى كانوا قادرين على تمييز أن الرقم اثنان أصغر من ثلاثة حتى وهم بعمر أيام بعد الولادة. التجربة للأطفال بهذا العمر صممت بعناية وأخذت بنظر الاعتبار الموقع والطول بحيث لا يختار الأطفال الصف الأطول مثل التجربة السابقة، كان الأطفال ينظرون الى الشاشة وتظهر أمامهم أجسام مختلفة، جسمين أو ثلاثة، ويتم الحكم على ردود أفعالهم من خلال . وفي تجربة أخرى كان يتم عرض دبين واخفاءهما، وقد لوحظ أن الأطفال الرضع يطيلون النظر ويدهشون حين ظهور حالة مستحيلة وهي 1+1 = 1 وقد ثبت في التجربة أن الأطفال قادرين على فهم أن 1+1=2. فهمنا للأرقام بحسب فلسفة الكتاب يعتمد إلى حد ما على كونها كميات أو أحجام مرئية. نعم نحن نستطيع التمييز والحسم بين رقم كبير معين وآخر أصغر منه بفارق واضح لكن من الصعب الحسم بين مجموعة من الأجسام أحدهما يحمل 49 جسماً والأخر 52 مثلاً.

    12 min
  4. 26/06/2023

    Kenny Biddle: from a ghost hunter to a chief investigator for CSI

    معنا في هذه الحلقة من البودكاست كيني بيدل المشكك ورئيس قسم التحقيق في مجلة سكيبتكال انكويرر وقد بدأ مسيرته كصائد للأشباح لكنه انتقل الى التشكيك لاحقاً، مرحبا بك معنا كيني هل يمكنك ان تعرفنا برحلتك وكيف وصلت الى ما انت عليه الآن؟ شكرا لاستضافتي، من الجيد أن أكون معكم. كانت رحلتي طويلة جداً، بدأت كصياد أشباح. نشأت في منزل كاثوليكي، لذلك كانت لدي هذه المعتقدات الروحية التي جعلت احتمالية الحياة الآخرة واردة لي. كنت دائمًا مهتمًا بالأشباح والوحوش. نشأت وأنا أشاهد برامج تلفزيونية في الولايات المتحدة مثل "البحث عن" (In Search Of )، وآخر يسمى ألغاز غير محلولة (Unsolved Mysteries). لقد كانت أشياء مثيرة للاهتمام حقًا بالنسبة لي أثناء نشأتي. لم يكن لدي أي قدرة على التحقق من الحقائق في ذلك الوقت. لذا، عندما شاهدت هذه السلسلة، أخذتها على محمل الجد. "هناك وحشًا في البحيرة؟" سأوافق على ذلك فوراً. عندما كبرت وتزوجت – تزوجت في عام 1997، وكهدية زفاف لنا، اشترينا أول كمبيوتر منزلي. كان الإنترنت جديدًا تمامًا، لذا، فإن أول شيء فعلته هو: البحث عن الأشباح. أردت أن أرى ما كان يقوله الناس، ما الذي يحدث. وجدت مجموعة اجتمعت معًا في منطقتي وكانوا يذهبون إلى منازل مسكونة ويتحققون مما يجري وكنت مندهشاً جداً من إمكانية فعل ذلك، هل يمكننا حقا أن نفعل هذا؟ هل يمكنني الانضمام إلى المجموعة بالفعل؟ هذا ما فعلته، انضممت إلى المجموعة. خرجت معهم إلى أماكن كالمقابر أو المنازل المسكونة أو المواقع التاريخية. لكن، كلما تعلمت أكثر، كلما كنت أقول "حسنًا، كما تعلمون، بعض هذه الأشياء رائعة حقًا، وبعضها اعتيادي" واعتقدت أن الصور الشاذة مثل كرات الضوء أو الأشكال الضبابية أو الظلال كلها أشباح. في أحد الأيام كنا في جيتيسبيرغ، بنسلفانيا، والتي كانت جزءًا من الحرب الأهلية. كان هناك 51 ألف ضحية، لذا فهي نقطة ساخنة لأي من صائدي الأشباح. مجاميع صيد الأشباح في المنطقة كانت تحب الذهاب إلى هناك. بالنسبة لي فأنا أذهب للتاريخ، لكن غالبية الناس يذهبون لقصص الأشباح. لذلك، ذهبت مع مجموعتي لحضور أحد مؤتمرات الأشباح، وكان هذا أوائل القرن الحادي والعشرين. خرجنا إلى ساحة المعركة وسمعنا من المحليين أن هذا مكان لن يذهب إليه أي من المسؤولين عن المكان لأنهم كانوا خائفين منه. رأوا الأشباح والظلال واشياء كهذه فيه. لذا، فقد علمنا عن ذلك، وكان هذا هو المكان الذي عزمنا الذهاب إليه. كنت برفقة مجموعة صغيرة من الناس في الغابة. كنا ننتظر بصبر. انه مظلم، وهادئ. وبينما كنا ننتظر حدوث شيء ما، نظرت إلى ما وراء خط الأشجار في حقل مفتوح بجانبه طريق ورأيت ثلاث سيارات تسير على الطريق. قلت إن هذه مشكلة كبيرة، خرج من كان بالسيارات، وبدأوا بالمشي في الحقل المفتوح ولم يكن بعيدًا عنا. رأيت مشاعل كهربائية، ومسدسات لقياس درجة الحرارة، ومؤشرات ليزر - كانوا يلعبون بمؤشرات الليزر، وهذا ما نفعله بمؤشرات الليزر - وكانوا يُحدثون الكثير من الضوضاء، وبدأت أشعر بالغضب من هذا لأنهم كانوا مزعجين ويشوشون على ما كنا نفعله وكنا جادين فيما نفعل. بدأوا يقتربون، يسيرون باتجاهي، اعتقدت "أنهم سيجدوننا، وسوف يسألوننا عما نفعله، وينضمون إلينا"، لكنني لم أرد ذلك. هذه أرضنا ولا أريد أن أشاركها. كلما اقتربوا، أصبحت أكثر توتراً، ثم فقدت أعصابي، خرجت من الغابة وبدأت بالصراخ عليهم: "اخرس، استدر وابتعد، هذا مكاننا، اتركنا وشأننا". لدهشتي، توقفوا جميعًا واستداروا وعادوا إلى سياراتهم وانطلقوا بعيدًا. في صباح اليوم التالي، نهضنا وتوجهنا إلى المؤتمر. كنا في الردهة وكنا نتحدث إلى مجموعة من الناس. ثم بدأنا بالتحدث إلى مجموعة من الأشخاص الذين رأوا شبحًا الليلة الماضية. بدأنا الحديث، وطرح الأسئلة، وعرفنا أنهم كانوا في مكان يسمى حقل القمح، وقلت "هذا رائع، هذا هو المكان الذي كنا فيه". كنا بجوار الحقل الذي كانوا فيه! ثم سألت "في أي وقت؟"، قالوا إنها الساعة الثامنة أو نحو ذلك. قلت: "هذا رائع، كنا هناك في ذلك الوقت". انتظر لحظة، كنا هناك أيضاً، فلماذا لم نر هذا؟ وبعد ذلك، ذكر المصباح الكهربائي فوق رأسي فقلت: "أعتقد أنك رأيتني!" قالوا "لا، لقد كان شبحاً حقيقيًا". ثم سألت إذا كان "خرج وبدأ بالصراخ عليك". قالوا "نعم، لكننا لم نستطع فهم ما كان يقوله ولم يكن أنت". لقد كنت أنا! وقد وصفت مصابيحهم اليدوية، وأشعة الليزر الخاصة بهم، وعدد الأشخاص، وعدد السيارات. لقد وصفت لهم كل هذه المعلومات. كانوا مع ذلك مصرين على أنه ليس أنا. ثم أصيبوا بالجنون، وأخبرني أحدهم "توقف عن سرقة الأضواء منا"، لأن الجميع بدأ يستمع إليهم حيث أنهم الوحيدون الذين جاؤوا من الليلة الماضية بقصة ...

    56 min
  5. 03/06/2023

    كتاب البقاء للأشد مرضاً

    عمر المريواني. قراءة في كتاب البقاء للأشد مرضا من ترجمة رغد قاسم الكاتبة والمترجمة في العلوم الحقيقية وهو من تأليف شارون معلم (Sharon Moaelm) الطبيب الأمريكي الكندي المختص بالجينات العصبية والتمايز بين الجنسين والأمراض النادرة والتكنلوجيا الحيوية ومجالات متعددة، وجوناثان برينس. اول مجال غير متوقع يطرحه الكتاب – وهذه هي خاصية الكتاب بالحديث عن بعض الامراض بشكل لا نتوقعه في زمن آخر – هو السكري من النوع الأول والذي قد لا يخطر لأحد أنه قد يكون نافعاً. يذكر الكتاب أن معظم مرضى السكري يتم تشخصيهم في الأشهر الباردة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، أي يزداد العدد بين نوفمبر وفبراير. ثم يتكلم عن عامل التخثر الفايبرينوجين والذي يصل لذروته في الأشهر الباردة لدى البشر، ويذكر أيضاً دراسة حول قدامى المحاربين الامريكان الذين أصيبوا غالباً بالسكري من النوع الأول في الأشهر الباردة. وكذلك تزداد مقاومة الانسولين في الأشهر الباردة مما يعني ان النوع الثاني أيضاً تزداد الإصابة به في الأشهر الباردة وليس النوع الأول فحسب. نظرية الكاتب حول السكري تتمحور حول قصة يطرحها عن الضفادع، أو نوع معين من الضفادع، الذي يقوم بطرح الماء وملأ جسمه بالسكر كستراتيجية لحماية نفسه من التجمد. وتكمن الفائدة هنا للبشر – لو صحت الفرضية – بأن للسكري دور لحماية بعض الأفراد في العصر الجليدي من التجمد. يقول الكاتب: هل هي مصادفة أن أكثر الناس المصابين بالمرض الوراثي [يقصد السكري من النوع الأول] الذي يتميز بالضبط بالافراط بالتخلص من الماء وارتفاع مستوى السكر في الدم ينحدرون من الأماكن التي دمرها الظهور المفاجئ لعصر جليدي تقريبا قبل 13 الف سنة؟ قد يتساءل أحدهم كيف يمكن للسكري من النوع الأول أن يكون امتيازاً تطورياً، فنحن نتكلم هنا عن فترة قاسية جداً، حيث تعد الحياة لبضعة أشهر او عدة أسابيع امتيازاً. نحن لا نتكلم هنا عن معدل الوفيات أو متوسط عمر الوفاة الحالي. في العصور القديمة كان متوسط عمر الوفاة قد يصل إلى 30 سنة أو أقل حتى في العصر الجليدي.  الأمر الثاني الذي يشير له الكتاب ليس مرضاً، لكنه مرتبط بالبيئة أيضاً، ويتحدث عن دراسة جمع فيها عالمان معلومات لدراسة العلاقة بين لون البشر وأشعة الشمس في المنطقة. وتوصل الباحثان إلى أن أي مجموعة بشرية ستغير لونها حتماً خلال 1000 سنة من هجرتها إلى منطقة جديدة ذات معدل إشعاع شمسي يختلف عن المنطقة السابقة. وقد أنتج العالمان معادلة ثابتة لذلك.  ثم يشرح حالة أخرى قد لم يسمع بها البعض لكننا على الأرجح مررنا بها وهي حالة العطاس بعد الخروج من منطقة مظلمة إلى أشعة الشمس. يشرح الكاتب أن ذلك قد يكون تكيفاً لدى أسلافنا للتخلص من الطفيليات في الأنف بعد التواجد في كهف مظلم لفترة ما عبر العطاس.  الصفة الأخرى التي يتحدث عنها هي الشعر الكثيف كاستراتيجية للحماية من الملاريا وتشيع هذه الصفة في شرق حوض البحر المتوسط. والتي يقابلها في الأفارقة الذين لا يمتلكون هذه الصفة، صفة أخرى وهي فقر الدم المنجلي والذي يوفر بعض الحماية من الملاريا.  يذكر الكتاب أيضاً حالة أخرى مؤسفة وتتعلق بجانب مظلم من تاريخ البشر حول العبودية، لاسيما العبودية في الولايات المتحدة لآخر 500 سنة. يعاني الأمريكيون الأفارقة من معدل أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم بالمقارنة مع أقرانهم في أفريقيا مما لا يوجد سبب واضح لتفسير وجود هذا المرض لديهم. السبب قد يكون مرتبط بقلة الطعام والماء في سفن نقل العبيد والتي قد تجعل الميل للإحتفاظ بمعدلات عالية من الملح صفة تساعد على الحياة في تلك السفن. إذا كان هذا صحيحاً فإن تجارة الرقيق قد تكون أنتجت انتقاءاً لهذه الصفة مما يترك الأمريكيين الافارقة تحت خطر أعلى للإصابة بارتفاع ضغط الدم حين تناول الحمية الحديثة الغنية بالملح.  الصفة الأخرى التي يذكرها الكتاب هي سرعة استقلاب الأدوية التي قد تكون موجودة في البيئات عالية السمية للتخلص من السموم والتي ترتبط بتواجد نسخ جين معين. يمتاز الاثيوبيون مثلاً بامتلاك نسبة أعلى بكثير مما يمتلكه الأوروبيون من تواجد نسخ ذلك الجين. بالطبع قد يؤدي الأيض السريع لبعض المخاطر حين أخذ بعض الأدوية احياناً مثلا قد يتحول الكودين بمعدل أعلى إلى المورفين لديهم. يتكلم الكتاب أيضاً عن أمر مثير للاهتمام في العلاقة بين النباتات ومفترساتها من الحيوانات. تزيد نسبة الاستروجين النباتي في بعض النباتات في الأوضاع البيئية الصعبة التي يمر بها النبات لحماية نفسه من المفترسات كالخراف عبر التسبب لها بالعقم. ويذكر الكاتب أزمة عقم مرت بها الخراف في استراليا حين تناولت البرسيم الأوروبي الذي عانى من صعوبات في المناخ الأسترالي...

    22 min
  6. 25/02/2023

    من الربداء الرشيقة الى السلمندر: مع الدكتور أحمد عليوة حول الكائنات النموذجية للتجارب والأبحاث

    ضيفنا لهذه الحلقة هو الدكتور أحمد عليوة، درس التكنلوجيا الحيوية في جامعة القاهرة بين الأعوام 1997 و 2001 ليغادر نحو الولايات المتحدة بعدها لدراسة الماجستير حيث درس بمختبر كريغ ميلو (Craig Mello's lab, University of Massachusetts Medical School) ورسالة الماجستير خاصته كانت بعنوان دور ترميز الحمض النووي بتمييز الأديم في دودة الربداء الرشيقة (C. Elegans) وقد أنهى دراسة الماجستير هناك في العام 2007 ثم شرع بدراسة الدكتوراه في ذات المختبر وكانت أيضاً دراسة الدكتوراه له حول أحد البروتينات لدى أجنة دودة الربداء الرشيقة. أنهى دراسة الدكتوراه في العام 2014، ليتجه الى السويد حيث يعمل زميلاً لأبحاث بعد الدكتوراه في مؤسسة كارولينسكا. الرابط على موقع العلوم الحقيقية: https://real-sciences.com/?p=28035 على جوجل بودكاست على آبل بودكاست نشرنا نص اللقاء في العدد 54 من مجلة العلوم الحقيقية وأدناه نص الحوار: ضيفنا لهذه الحلقة هو الدكتور أحمد عليوة، درس التكنولوجيا الحيوية في جامعة القاهرة بين الأعوام 1997 و 2001 ليغادر نحو الولايات المتحدة بعدها لدراسة الماجستير حيث درس بمختبر كريغ ميلو (Craig Mello's lab, University of Massachusetts Medical School) وكانت رسالة الماجستير خاصته بعنوان "دور ترميز الحمض النووي بتمييز الأديم في دودة الربداء الرشيقة (C. Elegans)" وقد أنهى دراسة الماجستير هناك في العام 2007 ثم شرع بدراسة الدكتوراه في ذات المختبر وكانت أيضاً دراسة الدكتوراه له حول أحد البروتينات لدى أجنة دودة الربداء الرشيقة. أنهى دراسة الدكتوراه في العام 2014، ليتجه إلى السويد حيث يعمل زميلاً لأبحاث بعد الدكتوراه في مؤسسة كارولينسكا. أهلاً وسهلاً بكم د. أحمد.   شكراً لكم، أهلاً وسهلاً بك وبالمستمعين، أضيف فقط للسيرة هو أنني أعمل حالياً كباحث مستقبل في جامعة برشلونة باسبانيا وأقسم وقتي بين ستوكهولم وبرشلونة خلال السنة. ولي خط بحثي في برشلونة يختلف عن الخط البحثي في ستوكهولم إلى جانب بعض التدريس.    كما لاحظنا في سيرتكم الذاتية، ولكل من يقرأ أبحاثكم، سنجد الكثير من الاهتمام بدودة الربداء الرشيقة التي نجد أنها مشهورة جداً حيث ترد في الكثير من الأبحاث وهناك الكثير من الاهتمام حولها في البحث العلمي، فلماذا تعد مهمة؟  تكمن أهمية النماذج الحيوانية بشكل عام في أن معظم التجارب والأسئلة البيولوجية يستحيل دراستها في الإنسان مباشرة، لذا يجب دراستها في كائن يشبه الإنسان إلى حد ما، لكن دون الدخول في تعقيدات أخلاقية أو قانونية بخصوص التجارب على الإنسان. وكذلك فإن الإنسان من أعقد الكائنات التي يمكن دراستها مختبرياً، لذا نلجأ لكائنات ابسط من الإنسان نستطيع من خلالها أن نفهم عمليات حيوية مختلفة، كما يمكن أن نقيس من خلال التشابه مع الانسان ما يمكن أن يحدث مع الانسان.  كانت دودة الربداء الرشيقة كما تسمى باللغة العربية من ضمن الكائنات التي ظهرت على الساحة في أواخر الخمسينات والتي تعد فترة مهمة لأن تركيب الحمض النووي قد اكتشف وتم فهم كيفية حدوث الوراثة وأصبح الهدف هو فهم كيف أن الوراثة والحمض النووي يمكن أن يعملا في الخلية لخلق جنين. ليس هذا فحسب، بل يفعل في الكائن بعد نضوجه للتحكم بسلوكه وتصرفاته بشكل عام. لذا فإن مسألة السلوك والتطور للجهاز العصبي إلى جانب نمو الجنين عقبة كان يجب اقتحامها بعد اكتشاف الحمض النووي، وكان للربداء الرشيقة مزايا غير موجودة في نماذج حيوانية أخرى مثل الفئران أو ذبابة الفاكهة، ومن هذه المزايا بساطة جسم دودة الربداء الرشيقة.  للربداء الرشيقة ألف خلية فقط، وهي شفافة بحيث يمكن تحت المجهر تمييز كل خلية عن الخلية التي بجانبها. ليس هذا فحسب، بل يمكن تتبع ولادة كل خلية من الخلية الأولى، من أين جاءت وكيف تمايزت وما إلى ذلك. لذا كان من الممكن انشاء خريطة دقيقة ومفصلة لكل خلايا الكائن.  كانت الخلايا تنقسم وتتكشف بشكل نمطي جداً لا يختلف من دودة إلى أخرى وبالتالي فقد كان التطور أو النمو يحدث بشكل حتمي (deterministic) أي أن ما يجري على دودة ما، يجري على الديدان الأخرى ايضاً. أضف إلى ذلك أن رغم بساطة الدودة غير أن لديها سلوكيات معقدة مثل البحث عن الطعام أو تمييز الاكل المفيد من الضار أو البحث عن دودة من الجنس الآخر للتزاوج أو الهروب من المخاطر. لذا فنحن نتكلم عن دودة من 1000 خلية هناك 300 منها تشكل الجهاز العصبي، لكن فيها كل التعقيد الذي نتكلم عنه. لذا قرر سيدني برينر (Sydney Brenner) في بريطانيا أن الربداء الرشيقة هي كائن مثالي لدراسة تفعيل المادة الوراثية خلال نمو الجنين وسلوك الكائن بعد اك...

    49 min
  7. 10/12/2022

    الانصات لهمسات الكون الاولى: لقاء مع عالم الفيزياء الفلكية سليم زاروبي RS14

    لقاء موقع العلوم الحقيقية مع الدكتور سليم زاروبي عالم الفيزياء الفلكية الفلسطيني الرائد في دراسة تطور البنية المعقدة في الكون والمراحل المبكرة من الكون، واحد الرواد والمؤسسين لتلسكوب لوفار (LOFAR) في هولندا. بحثه يتعلق بالسؤال حول كيف انتقلنا من هذا الكون المبكر المتجانس الى هذا الكون المعقد الذي نراه حولنا. وهذا المجال كبير، تخصص في البداية بالمبنى الكبير بالكون بشكل عام ثم في السنوات العشرين الأخيرة انتقل للتساؤل حول  المجرات الأولى والمبنى الأول في الكون الذي تم بعد نصف مليار عام من تكون الكون. تخصصه يكمن في فحص كيفية تكون المجرات الأولى وكيف اثرت على البيئة التي حولها، في الأساس بالتأثير على ما نسميه المادة بين المجرات (Inter-galactic medium) وماذا يحدث لذرة الهيدروجين الموجودة بكثرة في الكون وكيف تتأين..الخ. وقد كان من المبادرين والرواد في هذه طرح هذه الاسئلة والبحث فيها. في عام 2004 بادر مع زميلين من زملاءه الى مشروع كبير مرتبط بالتلسكوب لوفار LOFAR والذي يهدف لفحص هذه المادة – حالة الهيدروجين في الكون المبكر – أي ما حدث له بعد تكون المجرات الأولى، وهذا التلسكوب وأمثاله هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن رؤية الكون بها في هذه الفترة. رابط المقال والبودكاست على الموقع: https://real-sciences.com/?p=19372 نرحب بالدكتور سليم زاروبي الحاصل على جائزة هولمبولت في ألمانيا مؤخراً، مرحبًا بكم دكتور سليم يسرنا ويسر جمهورنا أن نلتقي بكم، وسؤالنا الأول حول مسيرتكم وأبحاثكم والمجالات التي تهتمون بها. شكرًا لكم عمر، أنا فلسطيني من مدينة الناصرة وقد نشأت فيها وتعلمت الفيزياء في جامعات إسرائيلية بطبيعة الحال لأنني من فلسطينيي الداخل، حيث درست في جامعة التخنيون ثم في الجامعة العبرية في القدس حيث أنهيت الدكتوراه هناك وتخصصت في علم الكون بالأساس وتحديدًا حول تطور البنية المعقدة في الكون، كيف نشأت وكيف تطورت. تاريخ كوننا محدود، عمره 14 مليار عام، وفي بدايته كان متجانساً تماماً حيث تكون كل نقطة متجانسة تماماً مع النقطة التي بجانبها من حيث الصفات الفيزيائية لكن مع الوقت تطورت المجرات والنجوم والكواكب السيارة. بحثي يتعلق بالسؤال حول كيفية انتقالنا من هذا الكون المبكر المتجانس إلى هذا الكون المعقد الذي نراه حولنا. وهذا المجال كبير، تخصصت بالبداية بالمبنى الكبير بالكون بشكل عام ثم في السنوات العشرين الأخيرة بدأت اسأل عن المجرات الأولى والمبنى الأول في الكون الذي تم بعد نصف مليار عام من تكون الكون. يكمن تخصصي في فحص كيفية تكون المجرات الأولى وكيف أثرت على البيئة التي حولها، في الأساس بالتأثير على ما نسميه المادة بين المجرات (Inter-galactic medium) وماذا يحدث لذرة الهيدروجين الموجودة بكثرة في الكون وكيف تتأين..الخ. هذا هو مجال تخصصي وهو مجال جديد في العالم وقد كنت من المبادرين له. في عام 2004 بادرت مع زميلين لي إلى مشروع كبير مرتبط بالتلسكوب لوفار LOFAR والذي يهدف لفحص هذه المادة – حالة الهيدروجين في الكون المبكر – أي ما حدث له بعد تكون المجرات الأولى، وهذا التلسكوب وأمثاله هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن رؤية الكون بها في هذه الفترة، فهذا فيما يتعلق بتخصصي. أما الأماكن التي انتقلت فيها وعشت فيها فقد انتقلت بعد الدكتوراه إلى جامعة بيركلي لدراسة ما بعد الدكتوراه وقضيت 3 سنوات هناك. ثم انتقلت لمعهد ماكس بلانك لأبحاث الفضاء في ميونخ حيث قضيت 5 سنوات، ثم انتقلت إلى هولندا لجامعة جرونيجن (Rijksuniversiteit Groningen) عام 2014 وهي ثاني جامعة هولندية بتاريخ الجامعات في هولندا وفيها تخصص كبير في هذا المجال. وقد عدت قبل 6 سنوات إلى البلاد وأنا أعمل بالإضافة إلى جامعة خرونيجن في الجامعة المفتوحة. هذه هي خلاصة مسيرتي العلمية.    مسيرة رائعة دكتور، وفي الحقيقة لنا ولجمهورنا كغير مختصين ذكرتم المصفوفات منخفضة التردد لا ندري إن كنتم تحبون التقديم بالمراحل التي ذكرتموها حول نشأة الكون ثم شرح هذه المصفوفات لنا أم البدء بالاتجاه الآخر بالشرح من المصفوفات ثم التعمق في تفاصيل نشأة الكون. نترك الخيار لكم. أفضل الكلام عن التأثير الفيزيائي لأفسر ما نريد أن نراه بالتحديد ثم لماذا نريد استخدام المصفوفات منخفضة التردد.  كما تعلمون فإن الكون يتوسع، هذه هي نظرية الانفجار الكبير، ومنذ ولادته حتى الآن فقد مر بمراحل عديدة، كان كثيفاً جداً وحرارته عالية جداً في البداية. في اللحظات الأولى لتكون الكون كانت حرارته – وسأستخدم الصيغة الرياضية هنا – 10 مرفوعة للأس 35 درجة مئوية أو درجة مطلقة، أي واحد وأمامه 35 صفر، حرارة مذهلة لا تستطيع المادة العادية الصمود بهذه الحرارة.

    48 min
  8. 30/11/2022

    الاشاعة حول الخراف التي تدور حول نفسها لـ 12 يوماً

    يفتتح منشور على تويتر موضوع الخراف التي تدور حول نفسها مبتدئاً بالأسباب لا بالخبر، والأسباب هي علوم زائفة من قراءة أول سطر من المنشور: "ازداد تذبذب طاقة الأرض من 5 هيرتز الى 40 هيرتز في حزام فان الين (Van Allen Belt)، مما يعني أنه سيستمر في الازدياد بسرعة كبيرة لدرجة أن يصبح اليوم 16 ساعة وليس 24 ساعة" ثم المزيد من التفاصيل حول مغناطيسية الأرض. طبعاً لننفي ذلك قبل ان نمضي نحو قصة الخراف التي تدور حول نفسها لـ 12 يوماً، فإن اليوم لم يقصر بعد، وأن تذبذب طاقة الأرض هو مصطلح غير علمي، وأن التذبذب في حزام فان الين لم يبلغ 40 هيرتز ولا ندري من اين جاء صاحب المنشور بهذا، وأن ذلك لا علاقة له بالخراف التي تدور حول نفسها. لسبب ما يجذب حزام فان الين الكثير من أصحاب نظريات المؤامرة المخلوطة بالعلم الزائف، توماس كوان يعول عليه كثيراً أيضاً. اما في الفيسبوك، فقد اتفقت صفحات جمع الاعجابات على رواية واحدة، وهي "ارتحال اقطاب الأرض" الامر الذي "حير الخبراء" ولا ندري بالتحديد من هم هؤلاء الخبراء الذين احتاروا في الأمر عدا صاحب الصفحة الخبير الأول. وبالتأكيد لا نستطيع تحميل "الخبراء" اكثر من الاستيعاب الممكن، لكن ربما سمع احد هؤلاء عن ظاهرة انعكاس مغناطيسية الأرض (Geomagnetic reversal) والتي ينقلب فيها الشمال والجنوب المغناطيسيين للأرض، في أمر يحدث بنطاق يتراوح بين الاف الى ملايين السنوات وكان آخر حدث من هذا القبيل قد حدث قبل 780 الف سنة ويستغرق الانقلاب الاف السنين للحدوث أيضاً، أي أنه ليس أمراً يمكن أن يدركه الخروف أو أصحاب الصفحات بسرعة، كما لا توجد أي أخبار من أي جهة علمية تداولت أمراً كهذا. تزيد المزاعم على أن الدوران يحدث في العديد من الحيوانات لنفس السبب، المتعلق بمغناطيسية الأرض، وهذا في الحقيقة عبارة عن مزيج بين فكرة علمية وأخرى غير علمية على الاطلاق. تستطيع العديد من الحيوانات استشعار المجال المغناطيسي للأرض[1] وثبت أنها تستخدمه للتنقل (مثلما نستخدم البوصلة) كما استطاع علماء كثيرون دراسة تلك القدرة بدقة وتحديد البروتين المسؤول عنها وهو الكريبتوكروم (Cryptochrome)، ومن الأمثلة على تلك الحيوانات الخفاش البني الكبير (big brown bat) وسلمندر الكهف (Cave Salamander)  ونحل العسل. غير أن ما هو غير علمي في فكرة الربط بين المغناطيسية والدوران هو افتراض أن الحيوانات ستدور لو حدث شيء ما بالمغناطيسية فقط لأننا نتذكر المحرك الكهربائي واكتشافات اورستد حول الكهرومغناطيسية، أو ربما للربط بين دوران الكواكب وجاذبيتها (ربط غير صحيح مع المغناطيسية). على الرغم من ذلك فأن هناك بعض الربط البعيد بين المغناطيسية والدوران لدى بعض الحيوانات. اسماك تدور باختصار، لا علاقة بين الأمرين، ولم تتغير مغناطيسية الأرض، ومجاميع الحيوانات تمضي بحركات دورانية لأسباب كثيرة ليس المجال المغناطيسي للأرض واحداً منها. السبب الرئيسي لدوران الحيوانات البحرية مثلاً هو التغذية حيث لاحظ علماء يابانيون بدراسة أجريت على دورات الحيوانات البحرية أن ذلك كثيراً ما يحدث للبحث عن الطعام، وفي بعض الأحيان التزاوج، وفي حالات معينة هناك اعتقاد ان الدوران لدى الحيوانات التي تمتلك القدرة على استشعار المجال المغناطيسي الأرضي فإن اجراء دورتين او ثلاث يشبه إعادة ضبط لجهاز الملاحة الخاص بالحيوان، لكن الدوران بشكل عام ليس حالة غريبة ولا يحتاج ان يحدث لأيام لان شيئاً ما حدث لمغناطيسية الأرض[2]. أما السبب الآخر الشائع بعد التغذية، فهو الامراض باختصار، وهو الحل البسيط لمعضلة الخراف التي تدور حول نفسها في الصين. يسمى مرض اللستيروسس (Listeriosis) بمرض الدوران، وهو يصيب الدماغ ويسبب تشنجات في الوجه او شللاً، بالإضافة الى الاستلقاء، او الدوران. يحدث مرض الدوران او اللستيريا المولدة للخلايا الوحيدة نتيجة للإصابة ببكتيريا معينة. تنعزل الحيوانات المصابة في البداية وتتكأ على الجانب المصاب بالدماغ ثم تبدأ بالدوران بذلك الاتجاه. رغم جميع تلك التفسيرات والرحلة العلمية الواسعة التي يمكن أن تأخذنا نحو الفيزياء والاحياء وعالم الحيوان فإن الفيديو الأزرق الكئيب للحيوانات التي تدور يبدو أكثر تشويقاً للكثيرين، وهذا ما يراهن عليه العلم الزائف دوماً، تهويل المجهول.   [1] Helen Matsos, How animals sense Earth's magnetic field, phys.org, MAY 19, 2020 [2] CAROLINE DELBERT, Sharks, Turtles, and Penguins Are All Swimming in Circles. No One Knows Why. popularmechanics.com, MAR 19, 2021 قراءة المقال بصوت حسن الرياحي

    6 min

About

Interviews with scientists and skeptics; and book reviews - لقاءات مع علماء ومشككين وقراءات في كتب علمية

You Might Also Like

To listen to explicit episodes, sign in.

Stay up to date with this show

Sign in or sign up to follow shows, save episodes and get the latest updates.

Select a country or region

Africa, Middle East, and India

Asia Pacific

Europe

Latin America and the Caribbean

The United States and Canada