Mohammed-Talk

Mohammed Alhoussainy
Mohammed-Talk

بودكاست اسبوعي اتكلم فيه عن قضايا منوعة

  1. ثلاث قبائل تركمانية حكت العراق قبل الدولة العثمانية

    23/04/2019

    ثلاث قبائل تركمانية حكت العراق قبل الدولة العثمانية

    علمونا بالمدارس ان التاريخ انتهى عام 656 ه – 1258م ميلادية عندما اسقط هولاكو دولة بني العباس و امتلاً نهر دجلة بالحبر و الدم … ولكنهم لم يذكروا لنا كيف سارت الامور بعد سقوط ملك بني العباس , ولم يذكروا لنا ان هنالك 3 عوائل تركمانية حكمت العراق حتى الاحتلال العثماني عام 1534 م …. ولم يذكر لنا التاريخ المدرسي ان المغول كانوا يهددون الولايات الشرقية الاسلامية منذعام 618 ه – 1220م و اخذت الولايات او الممالك تتساقط واحدة تلو الاخرى دون ان يعد لهم بني العباس العدة …. في أوائل محرم 656ه /1258م اشتبكت القوات العباسية بقيادة الدويدار الصغير مجاهد الدين أيبك بالقوات المغولية وتحطم الجيش العباسي ودخل المغول بغداد في صفر ,فتكوا بأهلها وقتل عدد كبير من أهل بغداد من ضمنهم الخليفة العباسي المستعصم بالله . وفشلت الموصل في مقاومة المغول بعد حصار يزيد على السنة واحتلها المغول عام 1261م. ثم حكم العراق الجلائريون (1337-1411م) اي 74 عاماً , مؤسسها حسن بن حسين الجلائري ،وجلائر إحدى القبائل المغولية التي ارتبطت بجنكيز خان ،كانت مصاهرة بين أبناء ابنة الايخالي ارغون وحسين الجلائري قد ساعد على استلام الجلائريين الحكم بعد وفاة أبي سعيد بعد سلسة معارك سيطرت على العراق وديار بكروأذربيجان والجبال. شهد العهد الجلائري بعد موت (اويس1374م) في عهد ابنه جلال الدين حسين ،الفتن والاضطراب بسبب النزاع بين السلطان وأخويه على الحكم الذي انتهى بمصرع السلطان حسين واستيلا احمد على الحكم ... ثم حكم العراق اولى القبائل التركمانية و هي (الخروف الأسود)( القره قوينلو) 1410-1467م .و( القرة قوينلو) او (الخروف الاسود) من القبائل التركمانية التي نزحت من تركستان الغربية إلى جهات أذربيجان وسيواس في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي. يقال ان اسم الخروف الاسود هو ﻻنهم يقتنون الشياه السود او ﻻنهم يحملون شارة الخروف الاسود , وللتركمان مع اللون الاسود لغز محير فلحد الان هناك قبائل تحمل اللون الاسود من ضمن اسمائها مثلاً(قرة باش).. دولة الخروف الأبيض / ألاق قوينلو 1467-1508 اي حوالي 41 عاما, وهي من الامارات التي اقامتها العشائر التركمانية في كردستان الغربية و امتدت الى ديار بكر ثم ازدادت قوة حتى قضت على دولة الخروف الاسود !!! الصفويون أسرة تركمانية صوفية تنتسب إلى( الدين) المتوفي عام 1334م ،وكان له نفوذاً في أنحاء أذربيجان ، وكانت لها علاقة سيئة مع حكومة القره قوينلو ، مما دفعها للاحتماء لدى حسن الطويل زعيم الاق قوينلو . استطاع إسماعيل بن حيدر الصفوي مهاجمة الاق قوينلو ودخل تبريز في مطلع القرن السادس عشر الميلادي وأعلن نفسه شاهاً وبعدها استولى على أرجاء إيران . قوي نفوذ إسماعيل الصفوي على الهضبة الإيرانية واستولى على ديار بكر بين عامي 1505و1507م ثم توجه إلى العراق باعتباره بلد زراعي خصب يسد من حاجات سكان الهضبة الإيرانية , ولكون بغداد تعتبر قلب العالم الإسلامي الذي سيعطي الشاه إسماعيل مكانه عاليه عند المسلمين . باءت محاولات استنجاد السلطان العثماني مراد بالفشل في اعتماده على أمارة ذي القدر في الأناضول بسبب ضعفها في أواخر أيامها ، وفشله بالاعتماد على حكام المماليك في مصر والشام ، وبذلك ترك صاحب العراق يواجه مصيره بنفسه التي انتهت باستيلاء الصفويين على بغداد وباقي أنحاء العراق عام 1508م ، وعلى الرغم من دخول الشاه لبغداد إلا انه قام بمذبحه كبيرة للسكان دون مبرر ، ثم غادر الشاه بغداد باتجاه البصرة لاحتلالها والقضاء على الإمارة المشعشعية. بمعنى ان الصفويين هم اسرة تركمانية صوفية بالاساس و ليسوا فرساً مجوساً كما يفهم البعض و ليسوا ابناء متعة كما ينبزهم البعض , وليت شعري كيف نحاكم الانسان وفقا لمذهبه و معتقده؟ لماذا ﻻ نحاسبه و نحاكمه وفقاً لافعاله هو شراً كانت ام خيراً؟ هذه هي الاسر التركمانية الثلاث التي حكمت العراق قبل الدولة العثمانية (التركية) و ارجوا ان تكون المعلومة التاريخية قد افادتكم ....

    9 min
  2. قصة من زمن الحصار Story

    25/03/2019

    قصة من زمن الحصار Story

    ما ان حل ربيع عام 1994 حتى كنت على موعد جديد و حدث جديد و عمل جديد, كان عليّ الانضمام الى فؤيق العمل لمشروع مهم بعيد عن اهلي و عائلتي كالعادة , فقد اعتدت على ذلك منذ عام 1991 و في ربيع ذلك العام ايضاً عندما توجهت الى عمل اخر بمكان بعيد ايضاً و قد تركت اهلي وهم بأمس الحاجة الي… طبيعة عملي تستوجب ذلك فلم اكن عاقاً بوالديّ و لازاهداً في اسرتي , وكان ضغط الحصار و شدته تستوجب ان اعمل بجد كي اجد لهم لقمة العيش و كسوة مناسبة و حبة دواء هي شحيحة ذلك الزمن.. كانوا اجناس عدة و طبائع مختلفة تتدرج من افاضلهم الى الاسافل منهم و لسوء حظي كان الافاضل هم المستضعفون ,و الاسافل منهم هم القادة و هم الواجهة التي يجب علي شئت ام ابيت ان اتعامل معها… لا يمر امر او نهي اﻻ من خلالهم , ارزاقنا تمر من خلالهم , هم المتصرفون بأحوال العباد, وما هم اﻻ حثالة قائها الزمن الرديء , فلا المدير كان ذلك الفطحل وفريد زمانه وﻻ الحاشية كانت حالة استثنائية بالعلم و العمل …. كبيرهم الذي علمهم السحر كان بعيداً كل البعد عن الهندسة ولكن محسوبيته و قربه من النظام و جيبه هو من جعله يعتلي قمة الهرم هناك…. وصديقه و المقرّب منه ذلك الملحد ال---- كل ما يؤهله هو ال--- , فلا علم و ﻻ انجاز وﻻ شيء يذكر, و هو بلحيته الكثة و وجهه القبيح و رائحة الخمر من فيه حتى وقت العمل ﻻ يساوي عفطة عنز. وذلك الغبي الانتهازي الذي ﻻ علم له سوى المظاهر هو مستشاره الامين في شؤون الهندسة و في اختصاصي بالذات , و كان ذلك بالنسبة لي كالماء المثلج في الصيف القائظ ,ﻻنني اعلم انني اعلم منه و اقدر على ناصية تخصصي…. بين هذه الزمرة التي قائها الزمن القبيح كان عليّ ان اجد واجتهد و ابرز من بينهم ﻻعبر عن نفسي و عملي و خبرتي و اتميز عن غيري…. الحمد لله فقد وجدت من بين الافاضل من كان معي في ذات الكلية و فرقتنا السنين العجاف حتى التقينا هناك و كوننا فريق عمل مصغر او نواة له , كان علينا تحوير معمل او بالاحرى انشاء معامل من انقاض معامل اخرى زمن الحصار حيث كل شيء شحيح و ﻻ نعتمد اﻻ على انفسنا و على ما يتوفر هنا وهناك و ربما في مواقع اخرى …… و من بين المسؤولين وجدنا فاضلا واحداً ولله الحمد كان درعا واقياً حتى حين فلا يتصل بنا احد من الزمرة الخبيثة ليحاول وضع العصى في العجلة حتى ابلغناه ذلك و تصدى لهم , فكان له الاثر المفيد و مما عجل في الانجاز ايضاً , كان يوافينا الى موقع العمل حتى في الواحدة بعد منتصف الليل ومعه مالذ وطاب ليهون علينا الجهد و يرفع من معنوياتنا ….. اعتبرناه اخاً قبل ان يكون زميلاً اقدم منا في العمل وقبل ان يكون مسؤولا حكومياً….. و بحمد الله انجزنا المعمل الاول , و نحرت الاكباش ابتهاجاً بالانجاز و صرت و زميلي عملة نادرة و شخصية نادرة على السن و ﻻ يشار اليّ اﻻ ب " العريس" …و انجز المعمل الثاني و زاد الاحتفاء بي و بزميلي و صار الحديث الشائع اين العريس , جاء العريس , ذهب العريس …. ايقظت هذه الانجازات زمرة الفاشلين من قراد المجتمع و حثالاته و بدأوا الحرب علينا , فكان ﻻبد ان يتسيد الموقع واحد منهم , جربوا الكثير ولم ينفع اما لرفضنا واما لجهلهم بالعمل …. وكان من عنصريتهم وفئويتهم ان جلبوا شخصاً من اقاصي البلاد فقط ﻻنه من فئتهم يشاركهم الدين و الجغرافيا و التاريخ و ﻻ اقول اكثر من ذلك … اخيرا جلب لنا الزمن الرديء و هذه الزمرة الفاشلة ضابطا صغيراً ليكون مسؤولا عن هذه المجموعة التي انجزت و فعلت المستحيل لتكون المعامل و ليتحقق الانجاز و لتتوفر ملايين الدنانير زمن الحصار… وضعنا هذا ال(الضابط) في مفكرته و اخذ يبتكر السبل للخلاص منا فوجودنا يؤرقهم جميعاً ويذكرهم بجهلهم وفشلهم و عزهم عن الانجاز سوى ما يفعلوه من فساد !!!. جاء الخميس و كانت اجازتي و عليّ ان اغادر مع الباص وان فاتني الباص فالله وحده يعلم كيف سأغادر و متى سأصل , فالمشروع وسط هضاب بعيدة مخيفة , يمكن للذئاب ان تأكلني ان تأخرت , وسيلة الحماية الوحية هي سياج قوي و عناصر مسلحة … طلب مني ذلك الرجل المغرض شيئا خارج اختصاصي و عملي و عنما اقوم بالعمل سيستهلك الوقت فأعتذرت . كان يمسك مظروفاً بيده و كان ينظر الي بحقد , ويقول "بسيطة بسيطة" عدت بعد الاجازة ﻻجد نفسي في قائمة ممن تظاهر ضد النظام و ممن فعل الافاعيل ضده و هذه وحدها تكفي للتغييب و الاعدام في ذلك الزمان , وقد علمت ان بعضهم حاججهم و تدخل لتخفف العقوبة الى النقل الى مكان اخر …. المكان هو انتحار حقيقي في زمن الحصار و ظروفه تعسة الى ابعد الحدود و ليس مكانا للمبدعين و ﻻ من قام بالانجازات بل هو مكان للانتقام من الخصوم فقط ….

    10 min
  3. قصة حب في الثمانينات #قصة #حبيبين  Love story

    27/12/2018

    قصة حب في الثمانينات #قصة #حبيبين Love story

    أوائل ثمانينيات القرن الماضي , عرفته شابا لطيفاً ودوداً خلوقاً || , كان الولد الوحيد ﻻب بصير و أم هرمة قد اكل عليها الدهر وشرب || , كانت قريته التي هجرها في "العمارة" قد جفت أرضها || ولم يعد بإمكانه رعاية الأرض || و قد ناء بحمل ثقيل هو امه وأبوه و أخواته الثلاثة || . وصل إلى "بغداد" العاصمة و المدينة الصناعية // غريباً عنها // واخذ يجهد نفسه في تحصيل رزقه كيفما اتفق // حتى تعرف الى ابي // , وكان ابي معروفاً لدى العامة و الخاصة // , لم يكن شيخاً لعشيرته // ولكنه كان مميزاً فيها....// "عز الدين " كان مرحاً لدرجة تقبله للقب "عزوز" للتندر و الطرفة // , حتى صار هذا اللقب اسماً مميزاً له بين معارفه و اصدقائه // ظل "عز الدين " او عزوز يتنقل من مهنة الى اخرى حتى وقعت عيناه على " قمر الزمان" وقد كانت قمر زمانها حقاً , كانت فائقة الجمال , مشيتها تحكي نغمة موسيقى حالمة و وجهها قمر في ليلة اكتماله وصيرورته بدراً... - عز الدين: اراك بكرت اليوم الى العمل ؟ - قمر الزمان: نعم فلا بد لي من بيع ما يمكن لي فالظرف صعب و الحرب تأكل الأخضر و اليابس .. -عز الدين: الهم واحد و أنا سألتحق بالجبهة عما قريب و ﻻ املك ما يقتات به أهلي أثناء غيابي.. سار قليلا لكنه ظل يختلس نظرة أودت بقلبه و حطمته و كانت هي بدورها تختلس النظر اليه حتى ابتعد عنها , وشيئاً فشيئا صار يلتقيها بذات المكان و بذات الوقت حتى اعتادا على ذلك و صارت مواضيع اخرى تشغلهما غير الهم اليومي و هي تدفق الحب في دم "عزوز" و "قمر" كما يتدفق الدم مع نبضاته وصارحها بحبه و صارحته انها تبادله نفس الشعور... و لكن المشكلة بأبيها وعمها فالأب قاس ﻻ يرحم و العم جشع ﻻ يرضى بالزواج دون أن ينتفع هو أيضاً , وصار أمر الوساطة لابي و مهما كان بارعاً في التفاوض و مع مركزه المعنوي بينهم إلا انه لم يستطع أقناع الأب و العم ... اخيراً , رضي الأب و وافق ولكن بثمن باهظ فقد أراد الأخت الوسطى عروساً له و هي ألأصغر من أبنته و لكن حكم القوي على الضعيف قد نفذ و جرى الإعداد للزفاف و لكن العم لم يترك ألأمور تجري كما أراد العاشقين فقد طالب بالأخت الكبرى عروساً له أيضاً و رضيت على مضض و زف الثلاثة إلى مخادعهم, الأب و عروسه الصغرى, و العم و الكبرى و "عزوز" أو "عز الدين" و "قمر الزمان" .... كانت ليلة مضيئة رائعة للعاشقين و ليلة حالكة الظلمة للأختين مع زوجيهما , لقد دمرت أحلامهما و ماتت في مهدها فلا فارس على جواد ابيض وﻻ غيره بل شيوخ كبار السن يقضون معهن وطراً... مضت الايام بسرعة و التحق "عز الدين " إلى جبهة الحرب فهو ان بقي قتل وان التحق قتل , هو مقتول في كل الأحوال , و بعد تسعة شهور انجبا ابنتهما البكر و انجبت الأخت الصغرى ولداً ذكرا اسموه "رائد" .... مرة قد زرتهما وقد وجدتهما و كأنهما ملكين يتناجيان و ابنتهما تلعب كأنها طير من طيور الجنة و ﻻ ادري كيف ولماذا تبادر الى ذهني انها المرة الاخيرة التي سأرى فيها "عز الدين " ... و دعتهما و انصرفت ولم اخفي خوفي الشديد و هلعي لمصيره و خشيتي من انفراط عقد ذلك الحب الذي كنت احد الشهود على صيرورته و ثمرته.... توفي الأب تاركاً زوجه الأولى "أم قمر الزمان" و الشابة الضحية أم "رائد" و رائد مازال طفلا صغيراً و ظلت امه إلى جوارهم حتى حين.... ذات صباح وانا اخرج للمدرسة ألإعدادية و إدا بجنازة ملفوفة بالعلم و صياح و نياح شديد و لطم على خدود النساء بل على الرؤوس , هرعت الى المكان و سألت - من الضحية - قالوا ...انه عز الدين قد ذهب ضحية الحرب و هو في عز شبابه و قد ترك امرأته حاملا و معها ابنته "أميرة" .. تذكرت ذلك الحدس الغريب الذي انتابني وانا اودعهم بعد تلك الجلسة الملائكية , ذلك اليوم الصيفي القائظ , ارتدت قمر الزمان السواد و رغم قساوة السواد و هول المصاب إلا أنها لا زالت قمراً منيراً كما كانت , تفيض جمالا تشوبه الكآبة و الحزن وأنوثة صارخة رغم المأساة... انقطعت أخبارها عني بعد ذلك لكنني عرفت أن الأب البصير لا زال حياً يزرق تقوده البنت الصغرى التي كرست وجودها له فكانت يده و عينه التي يبصر بها و عرفت فيما بعد ان قمر الزمان رزقت بولد ذكر اسمته "عائد" و ﻻ اعلم هل الميت يعود ام الحب يعود ام الحظ يعود .... مع كل عاصفة الحب التي شهدتها بين "عز الدين" و "قمر الزمان" اﻻ انها نسيت ذلك الحب و نسيت الحبيب الغالي و ارتبطت بكهل هو "ظل رجل" و كانت تخاطب ابنها "عائد" و ابنتها "اميرة" بكل قسوة و شدة و كأنهم جاؤوا من المريخ... - "لك عائد" - "بلي يمه" - "و غمة الغمتك" "شوف الحجي" عجيب , الم تكن تذوب حباً بعز الدين؟ الم يتعاهدا على الحب رغم الحرب ؟ كيف تغيرت قمر الزمان و كيف اصبح حالها هكذا انه زمن عجيب

    9 min
  4. قصة حب في الثمانينات A love story

    10/12/2018

    قصة حب في الثمانينات A love story

    خريف عام 1983 كان من المواسم المميزة في حياتي , فقد قادني التدبير الالهي الى الكاظمية المقدسة ﻻكمال الدراسة الاعدادية و كانت حينها على مرحلتين الرابع الاعدادي ثم تختار الفرع العلمي (اعدادية الكاظمية للبنين9 او تبقى في (اعدادية الشعب للبنين) لاتمام الفرع الادبي…. من يعرف الكاظمية لايمكن ان ينساها و من يمر بها ﻻبد ان تترك بصمة او اثراً في حياته , ان انتقالي من الدراسة المتوسطة الى الاعدادية ومن الضواحي الى المدينة كان نقلة نوعية في حياتي… ومن يشم ريح الكاظمية ﻻبد انه محظوظ في حياته و ادعي انني كذلك اذ امضيت شطرا من حياتي فيها…. لا اتذكر كيف كانت البداية و كيف دلفت ﻻول مرة الى فناء تلك الاعدادية و التي تقع بالكاظمية المقدسة بين المحيط و المحلات الشعبية الجميلة كالقطانة و الدبخانة !!! لا اذكر الا افواج الطلاب غريبي الاطوار الذين يتحدون ضد كل غريب , بهتافات واحدة و هجمة واحدة , لا ادري لماذا كانوا يسخرون مني ,هل ﻻنني غريب؟ ام لبساطة ملبسي ؟ كان اللون الجوزي مميزاً لبعض ملابسي ⓒ , وكان ايضا جزءً ﻻيتجزء من وسائل ايذاء البعض لي , و (الجوزي) ايضاً أوجد من الاختراعات الغنائية لدى حناجر الاشاوس !!! انشودة عظيمة في زمن (قادسية) الصنم لعنه الله اﻻ وهي …. (( جوزي تجوز عليّ و انا لسه الحنه بيديه ))) كان السلم العالي وسيلتهم ايضاً للايذاء و لطالما تلقيت دفعات من فوق الدرج و ربما اتعجب كيف انني ﻻزلت سليما معافى لحد الان , كيف اتصور سلامتي العقلية ايضاً بين اولئك المزعجين…. في نهاية كل نفق تكون نقطة الضوء و مع نهاية كل مأساة لابد من الفرج و مع كل هذا الرفض ﻻبد ان يكون هناك من يمد حبل النجاة و يفتح باب التواصل ويكسر الحصار المفروض…. شاب ابيض كالثلج , بسحنة اوربية وروح عراقية جميلة , و عزم على الابتكار وابتسامة و سماحة قل نظيرها في تلك الاعدادية , انه "جاسم"ذلك الفتى الكاظمي اللطيف , كان يكسر حصارهم ويتبادل معي اطراف الحديث , وكنا نتكلم في كل شيء اﻻ الخط الاحمر المسجل كماركة بإسم"القائد الضرورة" فلا اقتراب منه و ﻻ من اسواره , ولقد احاطونا بسجن كبير اسمه العراق … كان يتمتم بكلمات ﻻغنية اجنبية للمغنية الامريكية Jennifer Rush 1 The whispers in the morning of  lovers sleeping tight  Are rolling by like thunder now As I look in your eyes جاسم كان يرددها مرتاحا مبتسما و كانه يخاطب حبيبته ﻻول مرة 2 , وهكذا كان الوقت يمضي حتى نصل الى قرب باب مراد كاظم الغيظ عليه السلام سمي الكليم , وقبله بأمتار يصل جاسم الى بيته و ينزل الى المحلة التي هي ادنى مستوى من الشارع و يتوارى بعد ثوان فلا عين و ﻻ اثر له بينما اواصل سيري بأتجاه المراب للعودة او ربما اؤدي مراسم الزيارة ثم اكمل سيري. كان مرهف الحس جريئاً مؤدباً يعرف ماذا يريد , فهو الوحيد بيننا من ﻻيكتفي بدراسة الانكليزية كواجب فحسب بل كانت له صديقة يابانية يراسلها كل شهر ويحتفي بوصول رسائلها التي تصل مفتوحة طبعا فلا شيء يترشح الى العراق اﻻ ويطلع عليه ازلام الاجهزة القمعية انذاك…. و مع هذا كانت رسائل (دويوزون دويو) اليابانية مثار فرح وسرور (جاسم) و ﻻ ادري هل كانت هي من ترسل له الكاسيتات الاجنبية , ام كان يحصل عليها بشكل او بأخر , واني ﻻتعجب كيف اخترقت تلك الكاسيتات اسوار السجن الكبير #العراق …. كانت له روح مرحة فصديقه و ابن مدينته الاخر كانت له سحنة اسيوية اطلق عليه لقب (سلمان الياباني) , كان يحذرني كثيراً من (عظة سلمان الياباني ) …. واغلب الاحيان كان لصديقنا الاخر ( رافد) دور كبير في الترفيه عن النفس و تبادل الافكار , كان يكافح ﻻجل البقاء ايضاً , يعمل بعد الظهر في ورشة لتصليح المبردات , بينما يدرس صباحاً… صيف عام 1984 و مع ظهور النتائج و انتقالي الى اعدادية الكاظمية للبنين ﻻكمال الفرع العلمي كانت اخر عهدي ب (جاسم) و (رافد) …. الله اعلم ان كانا من الاحياء او من الاموات , هل كبرا و تغيرت ملامحهما الان ؟ هل بقي جاسم وسيما؟ ام اكل التراب ذلك الوجه الوسيم… اييييييه ….. ايام ربما نلتقي بحديث اخر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1    غنتها فيما بعد المغنية الكندية Celine Dion 2    لي مع هذه الاغنية قصة طويلة , بالمناسبة انا ممن يعتقد بحرمة الغناء وانما اوردتها لعلاقتها بأحداث مرت في حياتي , مختصر القصة انني اشتريت جهاز سيدي وكان منقذاً لي من تلفزيون الطاغية الممل و وجدت معه قرص تنظيف ومن بين المواد هو صوت سيلين ديون وهي تؤدي هذه الاغنية , حينها تذكرت جاسم لاول مرة بعد عشر سنوات https://www.alfajr-aliraqi.tk

    8 min

Acerca de

بودكاست اسبوعي اتكلم فيه عن قضايا منوعة

Para escuchar episodios explícitos, inicia sesión.

Mantente al día con este programa

Inicia sesión o regístrate para seguir programas, guardar episodios y enterarte de las últimas novedades.

Elige un país o región

Africa, Oriente Medio e India

Asia-Pacífico

Europa

Latinoamérica y el Caribe

Estados Unidos y Canadá