نعم؛ بالفعل، فمجموعة من الدراسات تؤكِّد هذا الأمر. أذكر منها دراسة اسبانية بحثت في هذا الموضوع واستطاعت أنْ تعزل مجموعة كبيرة من البكتيريا (من مجموعة الميكروبات الموجودة في حليب الأم الشاملة للفيروسات والبكتيريا والفطريات)، حيث وصل ما تم عزله من البكتيريا فقط في عينة الدراسة المُستهدفة من قبلهم (دون بقية المجموعات الميكروبية الشاملة للفيروسات والفطريات) لحدود 700 نوع. وهي دراسة تم نشرها في المجلة الأمريكية الإكلينيكية للغذاء. ولقد أكّدت دراسات اُخرى أيضًا (وهي كثيرة ولا يسعى المجال لذكرها في هذه العجالة) احتواء حليب الأم على مجموعة ضخمة من الميكروبات الصديقة المهمة لصحة الطفل. بل وحتى تلك المجموعة المعدودة غير صديقة (كالإنفلونزا وما شابه من فيروسات التي تتواجد في الغدد المُحيطة بحلمة الثدي "areolar glands") يتم تضعيفها بواسطة جهاز الأم المناعي فيتعرف عليها جهاز الطفل الرضيع المناعي بكل سهولة ويُسر فيقاومها دون أن تسبِّب له أي مشاكل صحية. وفي العموم، فإنَّ معظم هذه الميكروبات تدخل في تركيبة الحليب بعد اندفاعه في ممراته النهائية في أنسجة الثدي أو عند مُلامسته للطبقة الخارجية للحلمة. وهذا الأمر يؤكِّد أهمية دور حليب الأم أثناء الرضاعة الطبيعية - بل ويؤكِّد أهمية دور الرضاعة الطبيعية في العموم - في تشكيل ميكروبات الجهاز الهضمي للطفل وتقوية مناعته. © محمد آل محروس ------------------------- *اشتراك الواتسب: ٠٠٩٦٦٥٩٢٣٣٤٧٢١
Information
- Show
- PublishedFebruary 26, 2017 at 6:07 PM UTC
- Length2 min
- RatingClean